تدخل الدجاجة ، وفي كل طبقة دجاج قدر ما تسعه الطبقة. ووجدنا رجلا جالسا بين قنبتين ممسوكتين في جرارتين في السقف ، وأمامه شيء كالزق مملوء بدقيق مختلط بالماء ، وهو يدير هذا القفص ، لأنه غير ثابت ، فتقابله دجاجة من الطبقة المسامتة ليديه ، فتخرج عنقها إليه ، فيدخل في فمها قطيعا من البلار ، طوله نحو شبر ، وهو متصل بذلك الزق المذكور ، بواسطة بينهما كالمصران (١) فتشرب الدجاجة من ذلك السويق بواسطة القطيع ما فيه الكفاية لها. ثم ينزع القطيع من فمها بسرعة ، ويدير القفص ، فيجد دجاجة أخرى في الباب الموالي لذلك الباب مخرجة عنقها ، فيطعمها كذلك حتى يأتي على جميع الأبواب التي في ذلك الصف ، فإذا أراد أن يطعم الدجاج الذي في الطبقة التي فوق ، أطعم دجاجها ، / ١١٨ / يمسك القنبة التي هو جالس عليها بعد ما يفك ما كانت متقفة به ، فيرتفع مقعده إلى الطبقة الأخرى ، فيطعم ما فيها من الدجاج كذلك ، وهكذا حتى يأتي على جميع ما في ذلك القفص من الدجاج ، وذكر لنا أن الدجاج الذي يدخل لهذا القفص حين تمر عليه ثمانية عشر يوما يصير وزن ذاته ضعف ما كانت عليه حين الدخول (٢) لذلك القفص. ثم خرجنا منه أي ذلك البيت ، فوجدنا تربيعا كبيرا محوطا بالحديد والسلك كما ذكر ، وفيه قرود عديدة صغيرة وكبيرة وهي تطلع وتنزل في ذلك القفص ، على عادتا ، ولها فيه بيوت ، بعضها فوق بعض من عود ، تأوي إليها يلا ، ثم في آخر طيور بلارج (٣) المعروف في بلادنا. وطير البقر (٤) وطيور على هيئة بلارج ،
__________________
(١) اوامصرة مفردها المصير وهو (الأمعاء) ما ينتقل الطعام إليه بعد المعدة استعملها الجعيدي قصد التشبيه بالأنبوب الذي ينقل الطعام من الزق إلى فم الدجاج. (المنجد).
(٢) حقل تجريبي يعتمد التغذية الاصطناعية كعلف قصد تسمينها في أقصر وقت.
(٣) لقلاق Cigogne وأصل الكلمة من اليونانيةPelargos. الموسوعة في علوم الطبيعة ، إدوار غالب.
(٤) النورس Mouette أو زمج البحر. (وحيش المغرب) الطيور ، مطبوعات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب ، الرباط.