وقلت في ذلك ارتجالا (١) :
كؤوس الصفا دارت من بين الأحبة |
|
فهمت لها شوقا لتفريج علتي |
نهاني عنها لائم متداعبا |
|
أخ لي نصيح صادق في الأخوة |
وأوعدني أني إذا ما شربتها |
|
يوضح للقاضي النزيه ضلالتي |
فقلت : وكيف الصبر وهي من وصفها |
|
يسلّى بها قلب الكئيب بنظرة |
فخذها جهارا لا تراقب من الورى |
|
قضاة. ولا شيئا فأنت في ذمتي |
فأمل الأواني منها فهي مباحة |
|
ولي أذن صماء عن ذي ملامة |
وهذا الشراب قيل إنه يتخذ عندهم من ثمار يشبه ساسنوا (٢) الذي بالغرب عندنا ، ويضيفون له شيئا من السكر ، ولم أر فرقا بينه وبين الماء الصرف إلا في الحلاوة وشدة الاحمرار لا غير.
وفي يوم الخميس التاسع والعشرين (٣) ، قدم ولد باشدور أنجليز بطنجة (٤) علينا
__________________
(١) الأبيات من بحر الطويل مع بعض الخلل في الوزن.
(٢) يسمى حاليا «بوخنو» وهو من الفواكه البرية الطبيعية.
(٣) ٢٢ يونيو سنة ١٨٧٦ م.
(٤) يقصد الترجمان روبترRoberts نجل الوزير المقيم بطنجة جون هاي دريموند هاي (١٦ ـ ١٨٩٣ م) ممثل بريطانيا العظمى بالمغرب مدة تقرب من نصف قرن. وقد شغل روبتر منصب نائب قنصل بريطانيا بالصويرة. (رسالة السلطان الأولى إلى بركاش بتاريخ ٦ رجب ١٢٩٦ هئ) الخميس ٢٦ يونيو ١٨٧٩ م.
(والرسالة الثانية في ٧ رمضان ١٢٩٦ ه / الاثنين ٢٥ غشت سنة ١٨٧٩ م) (نص الرسالتين بالوثائق الملكية ، العدد ٤ : ٤٥٧ و٦٠٥) من سنة ١٨٧٤ م إلى سنة ١٨٧٩ م.