خمس دقائق فأقل ، فوقف أولا في بلدة تسمى اكراي (١) ، وفيها فابريكات بعض المصانع ، وبقي واقفا خمس دقيقات ، ووقف في أخرى دقيقة واحدة ، تسمى الوريورا (٢) ، ثم في شولي (٣) دقيقتين ، ثم في بلدة طرني (٤) ثلاث عشرة دقيقة ، ووقف في خمس مدن أخرى لم أدر ما اسمها ثلاث عشرة دقيقة ، فجملة وقوف البابور في مدن الدول الفرنصوية أربع وثلاثون دقيقة ، وفي الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق بعدها وصل البابور إلى الحدادة ، التي بين الدولتين المذكورتين ، في بلدة لجنس البلجيق ، تسمى كيفي (٥) ، فعند ذلك ودع ترجمان الدولة الفرنصوية الباشدور المذكور ، ورجع لباريس ، بعدما كان طلع إلينا للعربة من تلك المدينة ولد وزير الأمور البرانية ببلجيق (٦) ، واستدعانا للدخول لبلدهم وهو في أحسن زي ، لابس أجمل ثيابه. ورأينا من أدبه وتواضعه وتلطفه ما ليس فوقه مزيد ، وأنشدنا لسان حاله (٧).
__________________
(١) Criel.
(٢) محطة صغيرة لم أجد ذكرا لها في الخرائط.
(٣) Chauly.
(٤) Tergnier.
(٥) كيفي Quevy (انظر خريطة بلجيكا في ملحق الرسوم والصور صفحة ٦).
(٦) يقصد السفير أرنيست دالون Ernest Daluin ، كان نائبا قنصليا لبلجيكا بمدينة قادس الإسابنية ، وعين سنة ١٨٥٦ م قنصلا بطنجة ، بعد أن قام برحلة استطلاعية إلى المغرب نشرت نتائجها سنة ١٨٥٥ م. ثم صار سنة ١٨٧٧ م وزيرا مقيما بالمغرب بعد أنكان قبل ذلك قنصلا لبلاده بشاطئ إفريقيا الغربية ، (مييج ، ١ : ٩٦ ، ٢ : ٢٧٥) وكانت له علاقة طيبة مع المخزن ، فاستطاع أن يقنع السلطان الحسن الأول بإيفاد بعثة طلابية إلى بلجيكا حوالي ١٨٧٥ م. انظر كلمة الزبيدي أمام ملك بلجيكا (إتحاف ، ابن زيدان. ٢ : ٢٩٣) وأن يوقع مع المغرب معاهدة في يونيو ١٨٦٢ م حصلت بموجبها بلاده على نفس الامتيازات التي ظفرت بها أنجلترا وإسبانيا سنة ١٨٥٦ م وسنة ١٨٦١ م. ثم أحيل على المعاش ، حتى مات بأوربا سنة ١٨٨٤ م وخلف ثروة طائلة من تجارة السلاح و٩ منازل بطنجة وحدها. وقد خلفه البارون فينطال Whetnall في دجنبر ١٨٨٤ م.
(٧) من بحر الكامل مع بعض التكسير في الإيقاع.