الدخان الوارد من تلك الجعبة العظيمة ، ولها أي هذه الصهاريج أغطية على هيئتها ، وفي مقدار /١٧٣/ جرمها ، وجدنا أحدها قد رفع غطاؤه بمكينة فوقه ، كما ترفع عندنا المدافع ، ورجلان يخدمان البوجي (١) المنصوب على قنطرة عظيمة فوق هذه الصناديق. وهي مع عظمتها غير ثابتة في موضع ، بل بطرفيها ناعورتان ، في حرفها درج تمشي بها على الجدارين البنيين لها إلى حيث يراد بها ، لأن بها ترفع أغطية تلك الصهاريج التي في هذا البيت. وبهذا توضع الأغطية بحركة البوجي الذي في وسط القنطرة ، فإذا نزل الدخان إلى الصهريج الأول بعد سده بالصهريج الآخر الذي فوقه ، يسلب عنه الجير ، ومع ذلك الماء ماء فيه من العفونات والأضرار المؤذية ، ومن الصندوق الأول يخرج إلى الثاني فيسلب عنه البقايا التي فيه. ثم إلى الثالث وإلى الرابع وهكذا ، حتى لا تبقى فيه رائحة ولا ضرر ولا أذى ، فعند ذلك تخرجه مكينة مبنية في بيت آخر عظيمة الجرم ، مثل مكينة البابور ، فتسفه وتجذبه من تلك الصناديق ، ويخرج منها مختفيا تحت الأرض ، حتى يصل إلى (٢) ذمخازينه الآتي ذكرها ومنها يخرج إليذ قادوسين عظيمين ممتدين مع الأرض ، قطر دائرة كل منهما يزيد على ذراع واحد ، ومنهما يتفرق على المدينة في قواديس صغيرة وكبيرة بحسب الديار والحوانيت التي في البقاع كثرة وقلة ، ودخلنا إلى بيت آخر ، وجدنا فيه ناعورتين كبيرتين قيل لنا بهما يعرف ما دخل من الدخان للبلد ، في كل يوم وبين لنا بعض ذلك في دائرة صغيرة مثل رخامة المجانة المستديرة ، قد قسم نحو ثلاثة /١٧٤/ أرباعها بمقدار واحد وجعل في كل قسم دائرة صغيرة قد قسمت على عشرة أجزاء ، وفي وسطها موري (٣) مثل المجانة ، فإذا تحرك الدخان وخرج منه مقدار متر واحد ، تحرك ذلك الموري الذي في الدائرة الأولى (٤) درجة واجدة من الدرج العشر التي في محيط الدائرة ، وإذا دخل متران تحرك درجة أخرى وهكذا ، فإذا تحرك عشر درج ، وقطع
__________________
(١) انظر شرحه بالملحق رقم : ٤.
(٢) استدراك بطرة الصفحة أدرجته في مكانه بين نجمتين ذ ... ذ.
(٣) يتحرك عقرب الساعة بشكل تصاعدي داخل هذه الدوائر مسجلا مقدار استهلاك الغاز.
(٤) الدائرة الأولى (من الدرجة ٠ إلى ١٠)