الحجر في حك من كاغد ، والتراب في قطيع زاج ، وكتب على كل معدن من أي محل هو ، وما يخرج منه ، منها صندوقان فيهما حجر معادن الغرب (١) ، وعدد ما في هذين الصندوقين من المعادن المغربية سبعون معدنا. منها ما هو من الجديدة ، ومن طيط وغيرهما ، وصناديق أخرى بالزاج ، فيها النبات الذي يكون في قعر البحر على أشكال ، وفي صناديق عظام حيوان البحر الصغير والكبير ، حتى عظام غلالتة التي تكون بالشاطئ ، وهناك قرود ممتدة الأفواه كالكلاب ، والقاموس وحيوان عظيم الخلقة ، أما ذاته ما عدا الرأس والأرجل فأعظم من ذات الفيل الذي رأيناه في جنان الوحوش ، ويداه ورجلاه مثل ما للفيل ، إلا أنها قصيرة ، طولها نحو ذراع ، وعنقه قصير جدا ، ورأسه (٢) قرنة جسم كأنه مربع الشكل إلا أن زاويتي الفكين مثل قطع دائرة ، قيل إنه وجد في بعض الأودية. ثم أكباشا من الغنم صوفها أسود. والكركران والقنية والفيران كبار وصغار ، منها فأر عظيم كالحوت الشابل ، له ذنب مبسوط ، قيل إنه يعبر الواد ويرفع ذنبه للريح ، والضربان ، وهناك من الطير ما لا حاجة إلى تفصيلها ، سئل عن عددها فقيل ثمانية عشر ألفا ، فقيل كم أجناسها ، فقيل ثلاثمائة ، ورأينا هناك القنفود والهر /١٧٨/ والنمس. ومن تلك الطيور الباز والرخمة والحدية (٣) والنسر والنعام إلى غيرها. مما لا نعرفه ، ثم دخلنا لثماني قبب ، أربع مصفوفة بعد أربع إنما فيها أي في جدرانها مرايا كبيرة ، فيها صور آدميين ، وفي وسطها شوالي وكنابيس ، ووجدنا في بعضها صورة رجل وزوجته لا شيء عليهما من الثياب ، والرجل بيده اليمنى بل اليسرى أغصان شجرة بأوراقها ، قد وضعها على عورته ، وفي يده شيء مثل التفاحة وبيد زوجته مثلها ، وقد جمعت فخذيها على فرجها ، وهما تحت شجرة
__________________
(١) المهندس البلجيكي ديكان Desguins ورد على المغرب سنة ١٨٦٨ م للتنقيب عن المعادن والثروات الطبيعية ، ودراسة إمكانيات صناعية وغيره. ربما تكون العينات التي أخذها معه إلى بلجيكا هي المعروضة في المتحف المذكور. ابن زيدان ، الإتحاف ، ج ٢ : ٤٦١.
(٢) وحيد القرن Rhinoceroc ، أو خرتيت كركدن (المنجد).
(٣) الحدأة طائر من الجوارح (معجم الفصحى في العامية ، محمد الحلوي).