وقضبان الحديد ، وله نابان في الفك الأسفل منعكفان إلى ناحية أعلا رأسه (١) ، في كل ناب نحو ثلاثة أرباع ، دائرة قطرها نحو ذراعين ونصف ، وطوله أي هذا الحيوان نحو ستة أذرع ، وفي ذنبه نحو أربعة أذرع ، وفك فمه الأسفل في دوره نحو ستة أشبار ، ورأسه كبطن بقرة. قيل إن هذا الحيوان كان قبل الطوفان (٢). ورأينا فكرونا عظيم الخلقة ، طوله مثل عرضه نحو ذراعين في مثلهما عرضا ، والتمساح طوله نحو سبعة أشبار ، وبلينه لم يبق منها إلا بعض عظام بطنها مع عظام فقار ظهرها ، في طولها ثلاثون خطوة وأفاعي عظيمة الخلقة ، ملتوية على ذاتها ، غلظ كل واحدة قدر ما يحيط به الإبهامان والسبابتان عند اقتران رؤوسها. وكل ذلك في خزانات من الزاج عدا /١٧٧/ الحيوان الذي قبل الطوفان والبلينة. وفي صناديق كثيرة (٣) ، أغطيتها من الزاج جميع ما في الأقاليم من المعادن ، كل معدن أخذ منه حجرا وتراب ، ووضع
__________________
(١) الماموث Mammouth معاصر للإنسان كما تثبت لنا الرسوم الكثيرة على جدران الكهوف ، قد انقرض في العصر الحجري (موسوعة عربية عالمية).
(٢) تعليق بالطرة من إنشاء نجله عبد القادر الجعيدي «لم يدر هل كان مع نوح في السفينة أو انفرد عنه في ناحية لم يصلها فناء على أنه خاص ، فتأمل بفكرك السوابق واللواحق». وأسفله تعقيب لابن علي الدكالي «لا غرض لنا في أن يكون مع نوح في السفينة أو لم يكن معه لأن المؤلف قال إنه كان قبل الطوفان وعبارته تقتضي وجوده في الأرض قبل الطوفان ولا ندري هل انقرض قبل وقوع الطوفان أو بعده ، فإن كان انقرض قبل وقوع الطوفان ، فلا شك أنه لم يكن مع نوح في السفينة ، وإن كان انقرض بعده فلا شك أنه كان معه في السفينة بدليل آياته «قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين». وعلى كل حال فإن عظامه بقيت محفوظة في طبقات الأرض حتى عثر عليها الباحثون في هذا العصر ، وركبوها على الكيفية التي رآها عليها المؤلف كما هو الشأن في عدة آثار ، حفظت تحت طبقات الأرض منذ آلاف من السنين إلى الآن ، والحاصل أنه لا اعتراض على المؤلف ، ولو كان كاتب الطرة أعلاه له إلمام بعلم التاريخ الطبيعي لما كتب ما كتب والله أعلم».
(٣) تعرض متاحف التاريخ الطبيعي الأحافير (علم الجيولوجيا) وكميات من المعادن (علم المناجم) والنباتات المجففة (علم النبات) ، والبقايا البشرية (علم الأجناس البشرية) وغير ذلك ، وتكون تحت تصرف الباحثين لدراستها وتحليلها وصيانتها.