من العينة المختصرة ، في الوقت التي لم يظهر (١) بعد حينئذ أرخص منها ، ثمانية عشر ريالا ، وهناك بأقل من ذلك. حتى أن هناك عينة بالزناد ذات جعبة واحدة ، ذكر أن ثمنها ريال واحد وخمس ريال. ثم نزلنا ودخلنا للمكينة ، فوجدنا بعض الجعبات موضوعات أمام رجال ، وقدر كل واحدة ذراع واحد في الطول ، وغلظ حرفها كالأصبع ، فيدخلون الجعبة لبيت النار ، ثم يدخلونها بين ناعورتين تدور إحداهما على الأخرى ، وهما كقطعتي سارية مدورة الشكل ، وفتح في كل واحدة منها أنصاف دوائر بحرفها متفاوتة في الصغر والكبر ، وعند دوران إحداهما على الأخرى تنطبق أنصاف دوائر إحداهما على أنصاف دوائر الأخرى ، فتكمل دوائر منهما معا ، متصاعدة كما بالطرة (٢) ، فيدخلون الجعبة في الدائرة الأولى فتدور عليها الناعورتان ، فتخرجها منها بسرعة أطول مما كانت. ثم في الثانية وفي الثالثة وفي الرابعة كذلك حتى يصير في طولها نحو ذراعين ونصف ، فيلقيها رجل آخر يقطع من طرفيها القدر الزائد بمنشار /١٩١/ رحوي يدور ويدخل في فمها قضيبا من حديد ، ويصير يرفعها ويسقطها على لوحدة حديد مبسوطة لزوال ما فيها من الاعوجاج ، ثم يبالغ في استقامتها بمطرقة بيده ، ويرميها آخر فينصبها أمامه على قرب رحى (٣) من حجر تدور ، فيمرها عليها وعن يمينه قضيب حديد كالمخطاف ، يلقي الجعبة عند امتداد خروجها عن الرحى فتبردها هذه الرحى في أقرب مدة ، فمنها ما تكون خزنتها مثمنة ، وباقيها مدور كعمل عينة أفرقان ، ومنها ما هو بخلاف ذلك ، فإذا تم بردها
__________________
(١) جواب الحاجب السلطاني موسى بن أحمد على مراسلات السفير الزبيدي.«... فهلا وجهت مكحلة من كل عينة من العينات المحدثات التي لم تصل للمغرب ولا جلبها أحد للآن ، لا من التي وصلت للمغرب منها كالمعمرة من وراء فلا ، وعليه فإن أمكنك أن تصحب معك عينات من العدة المعتبرة الجديدة المحدثة ، التي لم تصل للمغرب فافعل إن تيسر لك تدارك الإتيان بها وببيان ثمنها ....» ، بتاريخ ٢٦ رجب عام ١٢٩٣ ه. الإتحاف ، ابن زيدان ، ج ٢ : ٢٩١.
(٢) رسم توضيحي من إنشاء إدريس الجعيدي (أ) (انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ١٢).
(٣) رسمين توضيحيين من إنشاء صاحب الرحلة إدريس الجعيدي (أ) و(ب): (انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ١٣).