مسامير النواعير ، وينقلونه من هذه المكينة إلى أخرى تلبده ، ثم إلى أخرى تفصله كسبولة السداد ، ثم إلى الغزل (١) ، ثم إلى مكينات الصفح ، ثم إليالمنسج ، وهو قريب في الرؤية من مناسيج الطرارة بالغرب ، إلا أن النزقين يخدمان وحدهما ، وبسرعتهما في الخدمة لا يمكن رؤيتهما. وعدد المناسج التي هناك في موضعين ، أحدهما فيها مناسج طولا ستة وثلاثون منسجا ، وعرضا ثلاثون ، مجموعها ألف وثمانون منسجا. وموضع آخر صغير فيه ثلاثون منسجا طولا وستة عشر عرضا ، مجموع ذلك خمس عشرة مائة منسج وستون منسجا ، قيل كل منسج ينسج في الجمعة ثلاثمائة متر ، فيكون جملة ما نسجه في يوم واحد ستة وستين ألف متر وثمانمائة وسبعة وخمسين /٢٢٨/ مترا ، هي مقدار ثلاثة آلاف شقة ونحو أربعين شقة ، وهذا الماركان لا يأتي منه شيء لغربنا ، فمنه الحلو غاية ، ومنه الخشين جدا ، وعرضه يزيد على ذراعين ونصفه وبعضه أقل ، ومنه ما يصبغ أزرق ويشد لأربابه. وفي هذه الدار من الخدمة إحدى وعشرين مائة كما ذكر. وهذه البلدة من المدن العظيمة تشقها أنهار كثيرة (٢) ،حتى قيل إن فيها ثلاثمائة قنطرة وثنتين وستين قنطرة.
وفي الساعة السادسة منه مساء ركبنا في بابور البر قاصدين مدينة أسطانذ (٣) بقصد المبيت فيها ، فوصلنا إليها في الساعة السابعة ونصف ساعة ، وهي على ساحل البحر ، وبعد نزولنا بها على يد قائدها وتلقيه هو والكبراء على العادة ،
__________________
(١) يغزل الشريط القطني النظيف ذي الوزن المنتظم والشعيرات المتوازية إلى خيوط مختلفة الأرقام والقوى لاستعمالها في النسيج. (الموسوعة العربية).
(٢) نهرEscaut ونهرLys ، بالإضافة إلى القنوات المائية الاصطناعية التي تربطها ببحر الشمال Grand At ـ las Bordas
(٣) Ostande «التي غادرها يوم ١٣ يوليوز ١٨٧٦ م على متن الباخرة الحربية الملكية «أيكوا البرلمان» Echo du Parlement إلى مدينة دوفر ، صحبة مدير ديوان وزير الخارجية فاندن بوش حيث قدم الزبيدي إلى مندوب وزارة الخارجية البريطانية».
M. A. E. R. B) ARCH. HIST. DIP): 518.