عند تقطيعها ، ومناولة الكتان للمكينات للتصفية ، ورفع الظروف التي ينزل فيها المصفى ووضع غيرها ، وتحريك آلة الخدمة وتتقيفها وهكذا ، ووجدنا في براح متسع صفوف مغازل تغزل الكتان ، قيل إنها ستون ألف مغزل مصطفة في صفوف ، كل صف منها تقابله امرأة واحدة كما تقدم ذلك في بعض بيان فابريكات الملف في مدينة الياج.
ثم خرجنا من هذه الفابريكة إلى فابريكة الماركان ، وهي شبيهة بفابريكات الكتان (١) المذكورة فأوقفونا على نواعير تدور ، وقد جعل عليها أغشية مستديرة ، وهي ممتدة طولا ، فيجعلون القطن المنقى من العظام في حصير من فتقيات العود ، تدور بدوران المكينات ، وبدوران هذه الفتقيات يتقدم القطن إلى الناعورة الأولى فتجذبه بمسامير حديد محددة الرؤوس ، وتمر به تحتها ، ولم ندر كيفية وصوله إلى الناعورة الثانية ، لأن غشاء النواعير المغطاة بها المستدير حاجز بين البصر وبين القطن عند دخوله. /٢٢٧/ تحت الناعورة الأولى والثانية إلى الرابعة ، لكن عند خروجه من الرابعة نراه يخرج من تحتها وترميه بجهد كبير إلى ناعورة أخرى وهي الخامسة ، بينها وبين الرابعة مقدار ذراع ، وصل بينهما من أسفلهما بقضبان حديد رقيقة ، بين كل قضيبين بعد يسير ، فيتبين إذ ذاك أن الريح الذي يتولد من دوران النواعير الأربع يبقى محجوبا في تلك الأغطية المحيطة بالنواعير ، ويطلب مخرجا فلا يجده إلا من أسفل الناعورة الرابعة ، وهو الذي يرفع (٢) ما يكون هناك من القطن إلى الخامسة ، وعند مروره على تلك القضبان يتساقط ما يكون فيه من التراب والأزبال ، ويخرج القطن لا شيء فيه من الأزبال وغيرها ، وهو منفوش غاية بسبب تكرر مروره على محددات
__________________
(١) المنتوجات الكتانية كانت متوسطة الجودة وتباع بأثمنة أكثر انخفاضا من الأجواخ الصوفية الرفيعة ، مما جعل الطلب عليها يزداد داخل وخارج أوربا بفضل نمو الملاحة البحرية وتعدد الأسواق الخارجية. ثم «... زار أعضاء السفارة مصنع الثياب القطنية وغيرها للسيدPasstier وRonge ، وكذلك معمل التكرير للسيدين» ,Neys Encen.
M. A. E. R. B) ARCH. HIST. DIP): 518.
(٢) عندما يخف وزن القطن الخام بعد عملية التفتيح يرفع من أسفل إلى الأعلا.