من جلد ، ورأسه مغطى كقب الجلابة الرباطية لأنهم يجعلونه قصيرا لنية هناك ، بخلاف السلويين لأن بعضهم يجعل قب الجلابة مستطيلا للمناسبة أيضا ، وإنما استطرد هذا هنا لأنهم ينكثون على أصحاب القب الطويل ، وعلى وجه ذلك الرجل زاجة محيطة بحواشي قب ذلك الكبوط ، ولا يرى من ذات هذا الرجل إلا وجهه ويداه من مبدأ الكف ، وكان قابضا لوحا من حجر بيده اليسرى ، وفي اليمن قلم وهو يكتب فيه ، فلما فرغ من الكتابة أدار تلك اللوح وأرانا ما كان يكتبه فيه ، فقرأه الترجمان /٢٥٥/ فقال إنه يقول مرحبا بكم هذا يوم مبارك. ثم صعدنا إلى فوق هذا البيت حتى وصلنا إلى سطحه فوجدنا ذلك الصهريج في وسط السطح ، وطلع ذلك الرجل الذي كان راسيا في الماء ، وبقي على وجه الماء فأتى صبي وفك الزاجة التي كانت على وجهه محيطة بحاشية قب الكبوط ، فوجدنا في وسط القب مصرانة لعلها من ثوب القلاع طويلة ، وأخرى في قفاه ، بحيث يرسب في الماء يكون ولد فوق السطح قابضا يدا من حديد يرفعها ويخفضها فينشأ من ذلك ريح يسري في المصرانتين ويصل إلى وجه الرجل الراسب في الماء (١). وانظر من أين يخرج ذلك الريح ، إلا أننا نرى أثر التنفس في الماء حين رسوبه كما يفعله العوامة عند رسوبهم في الصهاريج ، فيتنفسون ويظهر أثر ذلك فيعلم منه الموضع الذي هم فيه ، ثم إن هذا الرجل دفع له كاغد الدخان المعروف عندهم بكارو ، فقبضه بفيه ، وسد على وجهه بتلك الزاجة ، ورسب في الماء وهو يشرب ذلك الدخان ، ولعله يظهر بذلك أن الماء لا يدخل إليه ، ولا يبعد أن يكون في محل من كسوته التي هو لابسها ثقبة ضيقة يخرج منها الريح الذي يدخل في تلك المصرانتين ، لأنه إذا استمر الريح خارجا خروجا قويا فإنه يدفع الماء ولا يدعه يدخل للكسوة ، بدليل ظهور أثر التنفس ، وطول المكث في الرسوب وبهذا العمل ـ والله أعلم ـ يصطادون المرجان واللؤلؤ من قعر بحارها.
__________________
(١) يتحدث الجعيدي عن المحاولات الأولى للغطس تحت الماء بالاستعانة بأجهزة الهواء المضغوط المتصل بخرطوم على سطح الماء ، غير أنه يبقى مقيد الحركة تحت الماء لارتباطه بالسطح (موسوعة عربية عالمية).