إلى دار ولده للملاقاة معه وهو الذي كان سلطانا (١) عند دولة الصبنيول حين تقاتلت تلك الدولة مع عظيمها ، ففرح بقدومنا عليه فرحا كبيرا ، وكذلك توجهنا في هذا اليوم لدار خال عظيم الدولة /٣١٥/ وهو رجل مسن يستخلفه (٢) عظيم الدولة في سفره ، ففرح كذلك فرحا عظيما وعند رجوعنا إلى محل النزول ، أخبر الباشدور أن من جملة ما تكلم به عظيم الدولة مما يدله على تعظيمه للجانب الشريف ـ أسماه الله ـ واعتنائه به ، أن قال له أنه كان مسافرا في بعض نواحي بلده وأنه إنما قدم لأجل الملاقاة به ، وأنه غدا أي يوم الأحد راجع للمحل الذي كان فيه وأنه أذن لولده يصنع لنا وليمة إكراما وفرحا منه بقدومنا ، ويكون ذلك بداره أي عظيم الدولة ، فلأجل ذلك طلب منه اللقاء بولده فأذن به وسره ذلك سرورا كبيرا.
وفي منتصف هذا النهار أتى الترجمان ومعه كاتب سر عظيم الدولة بتحف (٣)،
__________________
(١) Amedio Disvoia (١٨٩٠ـ ١٨٤٥ م) الابن الثالث للملك فكتور إيمانويل الثاني ، قبل التاج الإسباني سنة ١٨٧٠ م الذي كان فارغا بعد طرد الملكة إيزابيلا الثانية دي بوربون Di Borbone، لكن عارضه الجميع ففضل التنازل على العرش بعد عامين فأعطوه لقب الملك الجنتمان ...Re.Gentiluomo. تزوج بـ Liza BonaParte L\'enci, Glorier, vol ١:٢٩٠.
(٢) توجه الضيوف المغاربة لتقديم الهدايا إلى البرلمان نيكوتيرا وزير الشؤون الداخلية المسؤول على الشرطة ، فشكروه على ما بذله بتاريخ ٢٨ غشت سنة ١٨٧٦ م من مجهود لإلقاء القبض على سارقيهم .... كما سيرد لاحقا.
Corriere Della Sira, Milano، بتاريخ ٢٨ غشت سنة ١٨٧٦ م. جريدة.
(٣) عند نهاية الاقتبال الملكي تبودلت الهدايا كما جاء ذلك في الصحف الإيطالية «... بعد دقائق معدودة بدأ جميع الحاضرين يشاهدون الهدايا التي جلبها الزبيدي معه إلى جلالة ملك إيطاليا ، وكانت تشتمل على سروج للخيول وأسلحة وأحدية وزرابي صغيرة وملابس من الحرير والذهب ، وليس جديرا بالذكر التأكيد على الذوق الجميل الذي يتميز به الصناع المغاربة ، رغم أنهم كانوا في بداية العهد الصناعي ... وملك إيطاليا بدوره قدم هدية إلى سفير المغرب تشتمل على علبة للدخان مزينة بالأحجار الثمينة وبندقية عجيبة وساعات يدوية وخواتم ومسدسات وبنادق إلى مرافقيه ، وقدم طاولة مزخرفة لملك المغرب لا ثمن لها ...».
Gazzetta Del PoPolo, Torino، بتاريخ ٢٧ غشت سنة ١٨٧٦ م.