لا سيما في الصباح بعد نزول الندى ، ويبقى غالب عناقيد العنب إذ ذاك منحجبا بين الأغصان والأوراق عن تمام نفود الهواء والأشعة ، وربما يكون تتولد آفة للعنب من ذلك والله أعلم.
وفي الساعة التاسعة وثلث نزلنا في المحل (١) الذي يرمون فيه الإشارة بالمدافع ، فوجدنا هناك بعض كبراء طبجية العسكر فتلقوا الباشدور بالتعظيم والترحيب وغاية الأدب ، ووجدنا هناك مدافع الجر صغيرة من العينة التي تعمر من وراء ، ومدفعا آخر عظيما جديدا هو الذي أحدثوه وأرادوا تجريب الرمي (٢) به في هذا اليوم ، وهو كذلك من العينة التي تعمر من رواء لكن على كيفية أخرى ، لأن قعره مبسوط مستو ليس فيه انعطاف داخلا وخارجا ، والمحل الذي يعمر منه فيه وشك كوشك خزنة المكاحيل ، لكن قسموا دائرة هذا الوشك ، وهي الباب التي يعمر منه إلى ستة أقسام وأسقطوا وشك سدسها حتى صار مستويا مع الخزنة ، وتركوا وشك سدسها الثاني بارزا على حاله وأسقطوا وشك السدس الثالث كذلك ، وتركوا الرابع كما ذكر ، وأسقطوا الخامس كالأول وتركوا السادس على هيئته ، فصار فم الخزنة بهذا فيه أي في دائرته ثلاثة أسداسها ، وشكها بارز والثلاثة الأسداس الأخرى أزيل وشكها وسويت مع الخزنة ، واتخذوا جرما من الحديد اسطواني الشكل ، وجعلوا فيه وشكا /٣٢٣/ مثل وشك الخزنة مقسوم على ستة أجزاء أسقطوا وشك ثلاثة أجزاء ، وتركوا بينها وشك الأجزاء الثلاثة الباقية ، وبهذا الجرم الاسطواني يسدون الخزنة على عمارة هذا المدفع ، لأنه أي هذا الجرم المذكور ، مقبوض بحلقة من حديد من طرفه الذي يبقى بارزا عن الخزنة عند السد به ، ولهذه الحلقة طرف حديد ناتئ منها ممتد إلى جرم خزنة المدفع من جهة اليمين ، ووصل هذا الطرف المذكور بجرم الخزنة بهيئة
__________________
(١)
CamPo Militare di San - Maurizio,) M. D. A. E. I. ARCH. STIR. DIPL.
(يقع وسطPiemonte ويبعد بحوالي ١٩ كلم شمال طورين ، مخصص كحقل لتجارب الأسلحة الإيطالية الحديثة ، وخاصة المدفعية ومكان المناورات العسكرية طيلة القرن ١٩ م وقد تحولت في ما بعد إلى منطقة صناعية.
(٢) رسم توضيحي يبين شكل التقنية المستحدثة في المدافع الكبيرة التي تعمر من الخلف والتي أثارت اهتماما كبيرا عند المغاربة. (انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ٢٤).