فيه ماء ، وتأخذ واحدا بعد واحد وتزيل منه الكاغد بشطابة ، فيزول الكاغد ويبقى التوريق بحاله لاصقا في الطبسيل ، ثم تجمع هذه الطباسي ويوتي بها إلى آخرين فيرسبونها في كوب فيه ماء أحمر ، ولعلهم يردونها بعد ذلك إلى بيت النار ، وذلك لتزليجها وبه يزيد ضياؤها ولمعانها ، وأما الأواني التي تكون فيها ألوان كثيرة فبعدما يفرغون من اللون المفرد الغالب ، ويبقى فيها مواضع الألوان يتولى أناس أخر وضع تلك الألوان في الأواني بشطيطبات صغيرة على عادة الزواقة ، هكذا شاهدنا بعضهم يزوق بعض الأواني ، والألوان بين يديه ، ثم مروا بنا على فرينتي بيتي النار التي يطبخون فيها الأواني ، فوجدناهم يخرجونها من إحداهما في أحكاك من فخار ، كل حك يرصفون فيه أواني قدر ما يسع ، ويجعلون عليه غطاء على قدره من الفخار كشقفة مبسوطة ، وهم يخرجونها حكا بعد حك ، ثم صعدوا بنا إلى طبقة هذه الدار ، فوجدونا فيها عينات من الأواني التي لا تكاد تحصى ، منها الأبيض الذي لا تزويق فيه ، ومنه ما فيه لون واحد أسود منه ما فيه ألوان وهو قليل ، ووجدنا على مائدة آنية كبيرة كهيئة الجلاسية ، وتزويقه كتزويق أواني الطاووس ، فقالوا أنها من عمل تلك الدار ثم خرجنا منها بعدما شكر الباشذور عملهم واستعظمه لهم ، فسروا بذلك غاية السرور ورجعنا إلى محل النزول ، فبتنا في هذه المدينة ذلك اليوم (١).
__________________
(١) في هذا اليوم نشرت جريدة Lombardia La الخبر التالي :
«في الوقت الذي يرحب فيه الملك والشعب والحكومة الإيطالية بالسفارة المغربية نشرت جريدةLa Persevernza مقالا ضد ضيوف إيطاليا وضد المغرب ، نظرا للمعاملة الوحشية التي يلاقيها اليهود العبرانيين بالمغرب». وعقبت La lombardia عن هذا الخبر «أن علاقات إيطاليا ودية وعاطفية مع المغاربة وحتى مع المسلمين جميعا ، بالإضافة إلى أن إيطاليا تهتم بالقضايا الإسنانية حتى في خارج الوطن ، وأن السفير الزبيدي رغم قدرته الشخصية ليس الإنسان الذي يجب تهمته بهذه الأشياء ، خصوصا في الوقت الذي يوجد بإيطاليا من أجل تحضير المعاهدات التجارية والاقتصادية ، وإذا كانت عندهم مطالب ضد سلطان المغرب أو حكومته فليتوجهوا إلى قنصل القوات الأوربية والتي هذه هي مهمتهم. Perserveranza La عملت شيئا قبيحا لكتابة مقال كهذا خصوصا ضد شخصيات لا تمس ، لكونهم ضيوفنا والمثل يقول لا تهمنا الضربات التي لا تلحقنا ، هذا الاحتجاج عبارة عن ضباب ذهب به الريح».