الصناديق وسائر الحوائج ولا يبقى لنا التفاة إليها ، ويتولى حراستها وحفظها حتى يدفعها لأمناء سكة البابور ، فيتولون حراستها حتى يأتوا بها إلى محل النزول في البلد التي ننزل بها ، ثم إن الأمين تكلم مع الخدام الذي كان شد ذلك الصندوق بتلك القنبة. ثم كيف وجده ، هل على شده كما شده بيده أو تغير شده ، فقال : لا وجدته على شدة كما شددته بيدي ، فقال : لا بد من تقليب حوائجكم ظنا منه أن النصارى لا يمدون اليد لمثل ذلك ، فقال : سمعا وطاعة ، وقلب بمحضر مقيده /٣٣٨/ حوائج الجماعة فلم يجد لذلك أثرا ولا وقف له على خبر ، ثم أخبر بذلك الباشدور فقال : أعد البحث في الصندوق الكبير ، ففتحه وأخذ يضع منه الحوائج التي فيه على الأرض ، فدخل ترجمان دولة الطليان علينا ونحن في تلك الحالة ، فهاله ما رأى وسأل عن الأمر المهم والخطب الملم ، فقال له الباشدور : حدث لنا أمر غريب وشيء عجيب لكن لم يكن في ظني أننا نخبرك به ، ولكن حيث قدمت علينا بغتة وعثرت على هذه الفلتة ، فلا بأس بإخبارك بما وقع فأخبره الخبر من أوله إلى آخره ، وقال له إني لا أشك في أحد ولا أتهم أحدا ولا أشكوا لأحد بشيء ، والخلف على الله سبحانه ، فقال الترجمان : اتركوا ذلك الصندوق مفتوحا على حاله ، وخرج غاضبا ، فلم يكن إلا يسير وإذا به أتى ومعه رجلان (١) ، أحدهما قيل من عدولهم والآخر من خاصة عامل البلد ، فرأوا ذلك الصندوق وقلبوه وتكلم معهم الباشدور بم تكلم به مع الترجمان المذكور ، فانصرفوا وقال الترجمان ما مضمنه ، لا تخافوا ولا تحزنوا بل ابشروا وبشروا فسيقبض السارق ولو كان يطير كالبارق ، ثم تبعهم وبقينا متكدرين محزونين متغيرين ، فغاب عنا الباشدور هنيئة من الزمان ، ورجع متهللا كأنه ما به فزع ، وقال : ما بالكم قد أسرفتم في الكدر دعها سماوية تجري على قدر ، فسيظهر الفرج ويجعل الله من هذا الضيق المخرج ، فإن باطني قد سكن وعادته إذا سكن
__________________
(١) بعد إخبار الشرطة حضر الضابطMazzi ومساعده لمعاينة مكان السرقة ، وقام على الفور بإعطاء تعليماته لبداية التحقيق والبحث بأسرع وقت ممكن ، لأنه في الغد ٢٦ غشت سيطلعون لاستقبال ملك إيطاليا وتوجه Mazzi إلى محطة القطار وطلب الحصول على أسماء المستخدمين الذين رافقوا السفارة. بتاريخ ٣١ / ٨ / ١٨٧٦ م La Lombardia. جريدة.