لقبضه تردى ورمى بنفسه على رأسه من كوة إلى الأرض ، ثم أقر الثالث (١) الذي كان معهم وعرف به ومات بعد ذلك ، وفي وقت الضحى ورد الترجمان وأخبر الباشدور بهذا الخبر ، وإن جملة ما وجد عند هذا الثاني خمسمائة لويز وزيادة ، ومجموع هذا مع ما وجد عند الأول ثمانمائة لويز وثمانية وستون لويزا ، وبقي لتمام الألف مائة لويز واثنان وثلاثون ، فأجابه الباشدور بقوله : لا أقبل منكم شيئا من هذا حتى تأتوا بالخنشة التي كان فيها المال ، فإن ظهرها مرقوم فيه عدد ما كان فيها من اللويز ووزنه بخط نائب مولانا بطنجة ، فقال : سيبحثون عنها وتأتي بحول الله ، ثم بعد ذلك قبضوا الثالث الذي كان أقر به الآخران ، فأنكر فسجنوه وبحثوا في داره غاية البحث ، فوجدوا العدد الباقي من اللويز قد أخفاه مع كواغد أخر في جعبة الدخان ، وبعد ظهور هذا الحق ووضوحه وإقرار ما أقر من السراق ، أتى وكيل المخزن ووكيل السراق وعدل واحد ، وسمعوا من الأمين المذكور دعواه وقيدوا جميع ما سمعوه منه ، وسألوه عن اسمه ونسبه وبلده وسنه ، وهل هو متزوج أو لا ، وهل له أولاد ، وطلبوا منه رؤية الصندوق الذي كان فيه المال ، فأخذوا قياس طوله / وعرضه وذهبوا وطلبوا من الترجمان أن يحلف يمينا على أن الباشدور سرق له الألف لويز ، فقلنا له ما معنى هذا بعد إقرار بعض السراق ووجود العدد المسروق بتمامه دون زيادة ولا نقص ، فقال : إنهم يقولون ربما يكون من أقر خرج عقله وأنه لا بد له من الحلف برومة ـ والله أعلم ، ثم تحير هذا الترجمان من قول الباشدور : لا أقبل الدراهم
__________________
(١) قائد القطار الثاني Corso تقدم إلى رئيس المحطة ومعه كيس كان يستعمله لحفظ حاجياته ويوجد بداخله Marenghi ٩٢٥ ، وقال بأنه وجد كيس بداخل أمتعته وبداخله النقود ولا يعرف مصدرها ربما كانت للسيدOdaso الذي نقل على الفور إلى طورين بعد موت Giannone وأقنعته الشرطة بضرورة إظهار الحقيقة وقال : «إن السرقة كانت مبرمجة ومتفقة عليها بينهم ، وأن Giannone سرق الكيس وقسم ما يوجد به دون أن يقسم بالعدل وكل هذا حصل ما بين فلورنس ومدينةPistola». ٢٨ غشت سنة ١٨٧٦ م. جريدةCorrire Della Serra.