إلا إذا حضرت الخنشة (١) ، ومن طلبه بالحلف وهو نعم الرجل ذو أخلاق حسنة يحسن اللغة العربية نطقا وكتابة والتركية وغيرها من لغات الروم ، وهو القونصو عند هذا الجنس بحلب ، وأتي منها عند إذن عظيم دولتهم للقاء الباشدور في الحدادة في مدينة مضان كما تقدم ، ثم إنه ذهب إلى السجن وسأل المسجونين عن الخنشة التي كان فيها المال ، فقالا حين اقتسموه ألقوها في الوادي ليلا يعثر عليها ، وبعد ذلك أتوا بالعدد الذي كان عند الأولين ، ودفعاه للباشدور وتأخر دفع الباقي بعد ذلك بنحو أربعة أيام ، حتى قيدوا الدعوة في الكنانيش على وجهها وكيفية فصلها ، بعد ذلك أتوا بتلك البقية ودفعوها ، وحازوا خط يد الأمين برد الألف لويز له على التمام والكمال ، وحين كنا دخلنا السجن بطورين تلاقينا مع الحباسة (٢) ، ووجدنا لهم عدة كنانيش في خزائن في ذلك المحل ، ففتحوا كناشا ووجدنا في وسطه تقييد المسجونين في أي يوم دخلا للسجن ، وسبب سجنهما ، وسن أحدهما ست وثلاثون سنة والآخر نيف وأربعون سنة. /٣٣٤/ (٣) .
.... في تلك المدة حتى يئس من الدراهم التي كان أعطاها له ، وتيقن أنه أفسدها ، وبعد ذلك قدم عليه لمصر ، ودفع له دراهمه بتمامها وأضعافها من واجبه في ربحها ، فامتنع من قبولها منه وتركه عنده في حكاية يطول ذكرها على حسب ما ذكره لنا ،
__________________
(١) بعد ١٢ ساعة ، استطاعت الشرطة الإيطالية إلقاء القبض على اللصوص الثلاثة واسترجاع المبلغ المالي المسروق ، وأخبر بذلك الزبيدي يوم الجمعة ٢٥ غشت ١٨٧٦ م على الساعة ٩ مساء غير أنه لم يتأكد من القبض على المجرمين ، وظن أن هذا تغطية من طرف الحكومة الإيطالية للموضوع. وطالب بإحضار الكيس الذي كانت به الدراهم. جريدة ـ La Lombardia.
(٢) وقد أجيب على هذا السؤال بأن الكيس المطلوب قد ألقى به في وادي Reno Nel من طرف المتلبسين بالجريمة ودعوة لزيارة المسجونين ليتعرف عليهم وعن حقيقة القضية. غير أن الزبيدي رفض مقابلتهم شخصيا (تفاصيل زيارة السجن ذكرناها سابقا) وكلف الجعيدي والأمين للاستطلاع عليهم داخل بيوت سجن طورين الجديد. ثم أرجعت الدراهم إلى أصحابها بالفندق في كيس ثاني قبل زيارتهم لملك إيطاليا.٣٠ غشت سنة ١٨٧٦ م ، جريدة ـ La Lombardia.
(٣) الصفحتا / ٣٤٢ / و/ ٣٤٣ / فارغتين.