ثلاثون ذراعا ، مضروب من الذهب والفضة ، مكلل بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد وقوائمه من الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد ، عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) طريق الحق (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) (٢٤) (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) أي أن يسجدوا له فزيدت لا وأدغم فيها نون أن ، كما في قوله تعالى (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ) في قلوبهم (وَما تُعْلِنُونَ) (٢٥) بألسنتهم (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ
____________________________________
عام أريد به الخصوص. قوله : (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) أي تجلس عليه ، أو وصفه بالعظم بالنسبة إلى ملوك الدنيا ، وأما وصف عرش الله بالعظم ، فهو بالنسبة إلى جميع المخلوقات من السماوات والأرض وما بينهما فحصل الفرق. قوله : (طوله ثمانون ذراعا) الخ ، وقيل طوله ثمانون وعرضه كذلك ، وارتفاعه في الهواء كذلك. قوله : (عليه سبعة أبواب) صوابه أبيات بدليل قوله : (على كل بيت باب مغلق). قوله : (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ) أي فهم مجوس.
قوله : (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) الخ ، ذكر ذلك ردا على من يعبد الشمس وغيرها من دون الله ، لأنه لا يستحق العبادة إلا من هو قادر على من في السماوات والأرض ، عالم بجميع المعلومات. قوله : (أي أن يسجدوا له) أشار بذلك إلى أنه على هذه القراءة تكون «أن» ناصبة ، و «لا» زائدة ، و (يَسْجُدُوا) فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون ، والواو فاعل ، وعليها فلا يجوز الوقف على (يَهْتَدُونَ) لأنه من تتمته ، كأنه قال : فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا الخ ، وقرأ الكسائي بتخفيف ألا ، وتوجيهها أن يقال إن لا للافتتاح ، ويا حرف تنبيه ، واسجدوا فعل أمر ، لكن سقطت ألف يا وهمزة الوصل من اسجدوا خطأ ، ووصلت الياء بسين اسجدوا ، فاتحدت القراءتان لفظا وخطا ، وهناك وجه آخر في هذه القراءة ، وهو أن يا حرف نداء والمنادى محذوف ، والتقدير ألا يا هؤلاء وهو ضعيف ، لئلا يؤدي إلى حذف كثير من غير ما يدل على المحذوف. قوله : (من المطر والنبات) لف ونشر مرتب ، فالمطر هو المخبوء في السماوات ، والنبات هو المخبوء في الأرض.
قوله : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) اعلم أن ما ذكره الهدهد من قوله : (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) إلى هنا ، إنما هو بيان لحقيقة عقيدته وعلومه التي اقتبسها من سليمان ، وليس داخلا تحت قوله : (أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) وإنما ذكر الهدهد ذلك ، ليغري سليمان على قتالهم ، وليبين أنه لم يكن عنده ميل لهم ، بل إنما غرضه وصف ملكها. قوله : (وبينهما بون) أي فضل ومزية. قوله : (قالَ سَنَنْظُرُ) هذه الجملة مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره : فما ذا قال سليمان للهدهد حين أخبره بالخبر؟ قوله : (فهو أبلغ من أم كذبت) أي لأنه يفيد أنه إن كان كاذبا في هذه الحادثة ، كان معدودا من الكاذبين ومحسوبا منهم ، والكذب له عادة وليست فلتة يعفى عنه فيها ، لأن الكذب على الأنبياء أمره عظيم. قوله : (من عبد الله) خص هذا الوصف لأنه أشرف الأوصاف ، وقدم اسمه على البسملة ، لأنها كانت في ذلك الوقت