أَتْلُوَا الْقُرْآنَ) عليكم تلاوة الدعوة إلى الإيمان (فَمَنِ اهْتَدى) له (فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) أي لأجلها فإن ثواب اهتدائه له (وَمَنْ ضَلَ) عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى (فَقُلْ) له (إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (٩٢) المخوفين فليس علي إلا التبليغ ، وهذا قبل الأمر بالقتال (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي ، وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وعجلهم الله إلى النار (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٩٣) بالياء والتاء ، وإنما يمهلهم لوقتهم.
____________________________________
قوله : (فَمَنِ اهْتَدى) (له) أي للإيمان. قوله : (فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) هو جواب الشرط ، والرابط محذوف قدره المفسر بقوله له. قوله : (وهذا قبل الأمر بالقتال) أي فهو منسوخ. قوله : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) أي على ما أعطاني من النعم العظيمة التي أجلها النبوة التي بها إرشاد الخلق لصلاحهم. قوله : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) أي في الدنيا. قوله : (وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم) أي وجوه الذين قتلوا وأدبارهم. قوله : (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى الأولى هو وعيد محض ، وعلى الثانية فيه وعد للطائعين ووعيد للعاصين.