ذريته (وَالْكِتابَ) بمعنى الكتب ، أي التوراة والإنجيل والزبور والفرقان (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا) وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (٢٧) الذين لهم الدرجات العلا (وَ) اذكر (لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين (لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) أي أدبار الرجال (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) (٢٨) الإنس والجن (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) طريق المارة بفعلكم الفاحشة بمن يمر بكم ، فترك الناس الممرّ بكم (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ) أي متحدثكم (الْمُنْكَرَ) فعل الفاحشة بعضكم ببعض (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٢٩) في استقباح ذلك ، وأن العذاب نازل بفاعليه (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي) بتحقيق قولك في إنزال العذاب (عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) (٣٠) العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) بإسحاق ويعقوب بعده (قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) أي قرية لوط (إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) (٣١) كافرين (قالَ) إبراهيم (إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا) أي الرسل (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ) بالتخفيف والتشديد (وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) (٣٢) الباقين في العذاب (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ) حزن بسببهم
____________________________________
معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : (اذكر). قوله : (لِقَوْمِهِ) أي أهل سذوم وتوابعها. قوله : (وإدخال ألف بينهما) أي وعدمه ، فالقراءات أربع سبعيات. قوله : (الإنس والجن) أي من عهد آدم إلى قوم لوط. قوله : (بفعلكم الفاحشة بمن يمر بكم) قيل إنهم كانوا يجلسون في مجالسهم ، وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصا ، فإذا مر بهم عابر سبيل حذفوه ، فأيهم أصابه كان أولى به ، فيأخذ ما معه وينكحه ويغرمه ثلاثة دراهم ، ولهم قاض بذلك. قوله : (فعل الفاحشة) أي والضراط وكشف العورات وغير ذلك من القبائح.
قوله : (إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا) الخ ، أي على سبيل الاستهزاء. قوله : (بإتيان الرجال) أي وفعل بقية الفواحش. قوله : (فاستجاب) الله دعاءه) أي فأمر الملائكة بإهلاكهم ، وأرسلهم مبشرين ومنذرين ، فبشروا إبراهيم بالذرية الطيبة ، وانذروا قوم لوط بالعذاب. قوله : (بإسحاق ويعقوب) أي وبهلاك قوم لوط. قوله : (قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً) هذا بعد المجادلة التي تقدمت في قوله : (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) حيث قال لهم : أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن قالوا : لا ، إلى أن قال : أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد قالوا : لا ، (قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها). قوله : (بالتخفيف والتشديد) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (الباقين في العذاب) أي لم يخلصوا منه ، لأن الدال على الشر كفاعله ، وهي قد دلت القوم على أضياف لوط ، فصارت واحدة منهم بسبب ذلك.
قوله : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ أَنْ) زائدة للتوكيد. قوله : (حزن بسببهم) أشار بذلك إلى أن الباء في بهم سببية. قوله : (ذَرْعاً) تمييز محول عن الفاعل أي ضاق ذرعه ، وقوله : (صدرا) تفسير لحاصل المعنى ، وإلا فالذرع معناه الطاقة والقوة. قوله : (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله :