هو دونه.
(قوله وفيه الخ) حاصل الجواب عن الاشكال المذكور منع كون المراد بالفاسق فى الآية مطلق الخارج عن طاعة الله ولو بارتكاب الصغيرة فان الظاهر منه كما هو الشائع فى عرفنا خصوص الخارج عن طاعة الله بالمعاصى الكبيرة الثابت تحريمها فى زمان نزول الآية(وهذا) لو لا دعوى ظهوره فى الكافر بملاحظة كثرة اطلاقه عليه فى الكتاب كما فى قوله سبحانه (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) وقوله تعالى (كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقوله تعالى (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ) الآية على ما يظهر من المفسرين وغير ذلك فالمرتكب للصغيرة غير مندرج تحت اطلاق الفاسق فى الآية هذا مع امكان فرض الخلوّ عن الصغيرة والكبيرة فيمن علم منه التوبة من الذنب السابق وبه يندفع الايراد المذكور حتى على مذهب من يجعل كل ذنب كبيرة(واما) احتمال فسقه من جهة تعمد كذبه فى هذا الخبر فيدفعه ان المراد من العادل هو العادل لو لا هذا الاخبار كما ان المراد من الفاسق فى المنطوق هو ذلك اذ المراد بالفسق المترتب عليه وجوب التبين هو الفسق السابق مع قطع النظر عن هذا الاخبار.
(قوله مضافا الى قوله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ) الآية) ومثله قوله تعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) ولعل وجه الاستدلال ان الآية فى مقام مدح مجتنبى الكبائر وان لم يجتنب الصغائر كما ان آية النبأ فى مقام ذم الفاسق ومع ملاحظة ما ذكر لا يمكن حمل آية النبأ على مطلق الخارج عن طاعة الله ولو بفعل الصغائر فقط اذ قد عرفت من الآيات الاخرى كون مرتكب الصغائر مع اجتناب الكبائر ممدوحا لا مذموما فلا بد من حمل آية النبأ على مرتكب الكبائر سواء ارتكب الصغائر ام لا فيتم الاستدلال بآية ان تجتنبوا كبائر الآية.