عن رجلين بينهما منازعة فى دين او ميراث الى ان قال قلت فان كان كل رجل يختار رجلا من اصحابنا فرضيا ان يكونا الناظرين فى حقهما فاختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا فى حديثكم قال عليهالسلام الحكم ما حكم به اعدلهما وأفقههما واصدقهما فى الحديث واورعهما ولا يلتفت الى ما يحكم به الآخر الخبر إلّا ان ملاحظة جميع الرواية صدرا وذيلا تشهد بان المراد بيان المرجح للروايتين اللتين استند اليهما الحاكمان.
(ومنها) رواية غوالى اللئالى المروية عن العلامة المرفوعة الى زرارة قال قلت يأتى عنكم الخبران والحديثان المتعارضان فبأيهما نأخذ قال عليهالسلام خذ بما اشتهر بين اصحابك واترك الشاذّ النادر قلت فانهما معا مشهوران قال خذ باعدلهما عندك واوثقهما فى نفسك.
(قوله غوالى اللئالى) لم ار من تعرض لضبط كلمة غوالى وانه بالغين المعجمة او المهملة وكل منهما محتمل وكيف كان فهو اسم كتاب للشيخ محمد بن ابى الجمهور وفى المحكى عن بعض المحشين انه كان فاضلا مجتهدا متكلّما وجمع فى الكتاب المذكور جملة من الاحاديث إلّا انه خلط الغث بالسمين واكثر فيه من الاحاديث العامة ولهذا ان بعضهم لم يعتمد عليه.
(ومنها) ما رواه فى الوسائل فى القضاء فى باب وجوه الجمع بين الاحاديث المختلفة عن الحسن بن الجهم عن الرضا عليهالسلام فى حديث قال فيه قلت يجيئنا الرجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين ولا نعلم ايّهما الحق قال فاذا لم تعلم فموسع عليك بايهما اخذت.
(ومنها) رواية الحارث بن المغيرة عن الصادق عليهالسلام قال اذا سمعت من اصحابك الحديث وكلهم ثقة فموسع عليك حتى ترى القائم عليهالسلام يعنى انت مخير بين اخذ الاحاديث حتى القائم ترى عليهالسلام اى تلقى امامك قيل ليس المراد من القائم فى الرواية الامام الغائب فقط لبعد بيان الحكم لاهل الغيبة فقط بل المراد منه مطلق القائم بالحق اى المعصوم سواء كان حاضرا او غائبا.