(وقال الشيخ) بهاء الملة والدين رحمهالله الظاهر من قوله من حفظ ترتب الجزاء على مجرد حفظ الحديث وان معرفة معناه غير شرط فى حصول الثواب اعنى البعث يوم القيامة فقيها عالما وهو غير بعيد فان حفظ الفاظ الحديث طاعة كحفظ الفاظ القرآن وقد دعا صلىاللهعليهوآله لناقل الحديث وان لم يكن عالما بمعناه كما يظهر من قوله صلىاللهعليهوآله رحم الله امرءا سمع مقالتى فوعاها فاداها كما سمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ولا بعد ان يندرج يوم القيامة بمجرد حفظ اللفظ فى زمرة العلماء فان من تشبه بقوم فهو منهم انتهى واورد عليه بما ليس هذا المختصر موضع ذكره والمورد على ما قيل هو صدر المتألهين.
(ثم ان الظاهر) ان كلمة على فى بعض طرق الحديث بمعنى اللام اى حفظ لاجلهم كما فى قوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) اى لاجل هدايته اياكم ويحتمل ان يكون بمعنى من كما فى قوله تعالى (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) والقرينة عليه بعض طرق الحديث الذى فيه كلمة من بدل على ويحتمل على ما قيل تضمين معنى القراءة اى حفظ الحديث قارئا عليهم.
(ومنها) الاخبار الكثيرة الواردة فى الترغيب والحث على الرواية وابلاغ ما فى كتب الثقة مثل قول الراوى قال قلت لابى جعفر الثانى عليهالسلام جعلت فداك ان مشايخنا رووا عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهماالسلام وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم فلم ترو عنهم فلما ماتوا صارت تلك الكتب الينا فقال حد ثوابها فانها حق
ومثل ما ورد فى مذاكرة الحديث والامر بكتابته مثل قول ابى عبد الله عليهالسلام لمفضل بن عمر أكتب وبث علمك فى اخوانك فان مت فأورث كتبك بنيك فانه يأتى على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه الا بكتبهم وما ورد فى ترخيص النقل بالمعنى مثل قول محمد بن مسلم قال قلت لابى عبد الله عليهالسلام اسمع الحديث منك فأزيد وانقص قال ان كنت تريد معانيه فلا بأس ومثل قول داود بن فرقد قال قلت لابى عبد الله عليهالسلام انى اسمع الكلام منك فاريد