الاقوال منحرفة عن السنن والتوسط اقرب بمعنى ان كل خبر قبله الاصحاب وان كان ضعيفا او دل القرائن على صحته عمل به وما اعرض عنه الاصحاب او شذ العامل به يجب اطراحه انتهى ما ذكره المحقق فى المعتبر.
(والمستفاد) من جميع عبارته ان علماء الشيعة كثر الله امثالهم قد يعملون بخبر المجروح كما يعملون بخبر العدل وليس المراد عملهم بخبر المجروح والعدل اذا افاد العلم بصدقه لان كلامه فى الخبر الغير العلمى وهو الذى احال قوم استعماله عقلا كابن قبة وغيره ومنعه آخرون شرعا كالسيد واتباعه.
(قوله فما قبله الاصحاب او دلت القرائن الخ) قال بعض المحشين هذه العبارة لا تخلو عن التناقض فى الجملة اذ قوله او دلت القرائن يدل على وجوب العمل بما كان مقرونا بالقرينة مطلقا سواء قبله الاصحاب او اعرضوا عنه او شذ وقوله وما اعرض عنه الاصحاب يدل على عدم قبول ما اعرض عنه الاصحاب او شذ بحسب العمل او بحسب الرواية او الاعم والظاهر هو الاول سواء دلت القرائن على صحته ام لا فلا بد فى مقام الجمع اما من تقييد قوله او دلت القرائن بما اذا لم يعرض عنه الاصحاب ولم يكن شاذا وبعبارة اخرى بما قبله الاصحاب كلا او جلا واما من تقييد قوله وما اعرض عنه الاصحاب بما اذا لم يقترن بقرائن تدل على الوثوق بصدوره والظاهر هو الثانى لوجهين الاول عطف قوله او دلت القرائن على قوله فما قبله الاصحاب وذكره بعده اذ على الاحتمال الاول يكون ذكره لغوا اذ يكون المناط هو عمل الاصحاب سواء دلت القرائن على الصحة ام لا ويكون ما دلت القرائن على صحته على تقدير عدم قبول الاصحاب غير واجب العمل والثانى قوله قدسسره فى محكى المعتبر فى مقام الاستدلال واما مع القرائن فلانها حجة بانفرادها فتكون دالة على صدق مضمون الحديث ويراد بالاحتجاج به التأكيد هذا انتهى محل الحاجة من كلامه.