القسم الاول فتقريره من وجوه.
(ملخص الوجه الاول) منه قدسسره وكان يعتمد عليه سابقا عند البحث عن حجية كلام اللغوى انه لا شك للمتتبع فى احوال الرواة المذكورة فى تراجمهم من حيث شدة اهتمامهم ومواظبتهم على حفظ الاحاديث واخذها من الكتب المعتبرة وفى كيفية اهتمام ارباب الكتب من المشايخ الثلاثة ومن تقدمهم فى تنقيح ما او دعوه فى كتبهم لئلا يودع فيها الاخبار المدسوسة المكذوبة على الائمة عليهمالسلام حتى انهم من شدة مواظبتهم فى ذلك كانوا غير معتنين باخبار من كان يعمل بالقياس ومتحرزين عمن كان يروى عن الضعفاء او يعتمد على المراسيل وان كان هو بنفسه من الثقات فى ان اكثر الاخبار بل جلها الا ما شذ وندر صادر عن الائمة عليهمالسلام فاذا ثبت العلم الاجمالى بوجود الاخبار الصادرة فيجب بحكم العقل العمل بكل خبر مظنون الصدور لان تحصيل الواقع الذى يجب العمل به اذا لم يمكن على وجه العلم تعين المصير الى الظن فى تعيينه توصلا الى العمل بالاخبار الصادرة بل ربما يدعى وجوب العمل بكل واحد منها مع عدم المعارض والعمل بمظنون الصدور او بمظنون المطابقة للواقع من المتعارضين.
(ويشهد لما ذكر) ما عن على بن الحسين بن الفضال من انه لم يرو كتب ابيه معتذرا بانه يوم مقابلته الحديث مع ابيه كان صغير السن ليس له كثير معرفة بالروايات فقرأها ثانيا على اخويه احمد ومحمد فمن ذلك كله يحصل العلم الاجمالى بصدور كثير من الاخبار المتضمنة للتكاليف عن الائمة فيما بايدينا من الاخبار الموجودة بل جلها الا ما شذ وندر ومقتضى هذا العلم الاجمالى هو الاحتياط والاخذ بجميع هذه الاخبار الموجودة فى الكتب المعتبرة بحكم العقل.
(فقد حكى عن احمد بن محمد بن عيسى) انه جاء الى الحسن ابن الوشاء وطلب منه ان يخرج اليه كتابا لعلاء بن رزين وكتابا لأبان بن عثمان الاحمر فلما اخرجهما قال احمد اقرأهما فانى احب ان اسمعهما منك قال الحسن ما اعجلك اذهب فاكتبهما واسمع من بعده اى الكتابة فقال له الحسن لا آمن الحدثان يعنى