( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) (١) لا والله لا يكون أحد من النّاس ليس بمؤمن ولا كافر. قال : فقال : أبو جعفر عليهالسلام قول الله أصدق من قولك يا زرارة أرأيت قول الله عزّ وجلّ : ( خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) (٢) فلمّا قال : عسى ، فقلت : ما هم إلاّ بمؤمنين أو كافرين. قال : فقال عليهالسلام :فما تقول في قول الله عزّ وجل ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) (٣) إلى الإيمان. فقلت : ما هم إلاّ بمؤمنين أو كافرين. فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين. ثمّ أقبل علي ، فقال : ما تقول في أصحاب الأعراف؟ فقلت : ما هم إلاّ مؤمنين أو كافرين ؛ إن دخلوا الجنّة فهم مؤمنون ، وإن دخلوا النّار فهم كافرون. فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين » (٤). الحديث.
وهذه الرّواية كما ترى تدلّ على الواسطتين صدرا وذيلا.
ومنها : ما رواه في « الكافي » أيضا في باب « المستضعف » عن عمر بن أبان قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المستضعفين فقال عليهالسلام : هم أهل الولاية فقلت : أيّ ولاية فقال : أمّا إنّها ليست بالولاية في الدّين ، ولكنّها الولاية في المناكحة
__________________
(١) التغابن : ٢.
(٢) التوبة : ١٠٦.
(٣) النساء : ٩٨.
(٤) الكافي الشريف : ج ٢ / ٤٠٣ ـ ح ٢ من باب « الضلاّل » ، « ط دار الأسوة ».