يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) (١) أما لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان. ثمّ قال : أولئك المحسن منهم ، يدخله الله الجنّة بفضل رحمته » (٢).
ومثله ما رواه في « الكافي » بعد « باب دعائم الإسلام » : عن القاسم بن الصيرفي قال : « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : الإسلام يحقن به الدّم وتؤدّى به الأمانة ويستحلّ به الفروج ، والثّواب على الإيمان » (٣).
إلى غير ذلك من الأخبار الدّالة على ذلك ، وإن كان هناك أخبار أخر تدلّ على استحقاق غير المستبصر الثّواب على الإطاعة وكون الثّواب للمؤمن من حيث إنّ اختلاط طينته بطينة المؤمن أوجب اختيار الطّاعة ، كما أنّ اختلاط طينته بطينة غيره أوجب المعصية فثوابه يعود إلى المؤمن ، كما أنّ عقابه يعود إليه. وكيف كان لتحقيق المسألة محلّ آخر لا دخل لها حقيقة بمسائل الفقه ولا بأصول الفقه.
__________________
(١) النساء : ٨٠.
(٢) الكافي الشريف : ج ٢ / ١٩ ـ ح ٥.
(٣) نفس المصدر ج ٢ / ٢٤ باب « ان الاسلام يحقن به الدم » ـ ح ١ ، والمحاسن : ج ١ / ٢٨٥ باب « الاسلام والايمان » ـ ح ٤٢٣.