(١٠٤) قوله قدسسره : ( وفيه : أن الظاهر ممّا حجب الله علمه ... الى آخره ) (١). ( ج ٢ / ٤١ )
أقول : لا إشكال في ظهور الحديث فيما أفاده في بيان معناه ؛ من أن المراد منه الحكم الذي لم يؤمر الأنبياء بتبليغه وكان مخزونا عندهم ومخفيّا عن الخلق كما هو مقتضى كثير من الأخبار ، ولا ينافي ذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع من تبليغه تمام الدين إلى الخلق ، وتكميله ذلك بتبليغ أمر الولاية التي هي بمنزلة
__________________
(١) قال المحقق المؤسس الأصولي الشيخ محمد هادي الطهراني قدسسره :
« إنّ حجب العلم عبارة عن المنع عن الإطّلاع على الشيء وجعله من الأسرار ، وإلاّ فالجاهل بما يمكن الإطلاع عليه ليس محجوبا ، بل إنّما احتجب لقصور باعه وعدم إطلاعه.
فمن الأمور : ما هو من الغيب الذي لا يظهر الله تعالى عليه أحدا إلاّ من ارتضى من رسول.
ومنها : ما أظهره لكل أحد بل للبهائم والحشار ، وهو أنواع البديهيّات على اختلافها في مراتب الوضوح.
ومنها : ما جعل اليه طريقا من الأدلّة العقليّة والنقليّة ، والناس بين من يطّلع عليها ويتمكّن من النظر فيها أخطأوا أو أصابوا ، وبين من لا يتمكّن من النّظر فيها.
ومنها : ما سكت الله تعالى عنها ؛ لعدم إيجاب الحكمة ببذله للناس وإن لم يحجبه عنهم وإلى هذا ينظر قوله عليهالسلام : « إنّ لله حدودا فلا تعتدّوها وفرض فرائض فلا تعصوها وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا لها فلا تتكلّفوها رحمة من الله تعالى لكم ».
والمحجوب علمه هو القسم الأوّل ، وفي نسبة الحجب إلى العلم مع أنّ المحجوب هو المتعلّق مبالغة في الكتمان.
وزعم الأستاذ ( الأنصاري ) قدسسره إتّحاد الأوّل والأخير » إنتهى. محجّة العلماء : ج ٢ / ٩.