وجعل العلم بوجوب الاحتياط من بعض مراتب العلم بالحكم الواقعي ، كما ترى.
(١٠٦) قوله قدسسره : ( بناء على أنّ المراد بالشيء الأوّل ... الى آخره ) (١). ( ج ٢ / ٤٢ )
أقول : لا يخفى ظهور الرواية في المعنى الثاني فلا دلالة لها على المدّعى.
(١٠٧) قوله قدسسره : ( وفيه : أن الظاهر من الرواية ... الى آخره ). ( ج ٢ / ٤٢ )
أقول : ظهور الرواية فيما أفاده من إرادة الجهل المركّب لا البسيط ـ الذي هو محلّ الكلام ـ لا إشكال فيه أصلا ؛ لظهور كلمة الباء في السببيّة الغير المتحقّقة إلاّ مع الجهل المركّب ؛ لأن الشك بما هو لا يكون سببا كما هو واضح.
إلاّ أنّ تأييده له : بأنه على تقدير إرادة المعنى الثاني لا بد من ارتكاب التخصيص في الرواية بإخراج الشاك المقصّر ـ مع أنّها آبية عن التخصيص ـ ربّما
__________________
(١) قال في قلائد الفرائد ( ج ١ / ٣١٩ ) :
« أقول : إنّ النّكرة في سياق النفي وإن كان مفيدا للأستغراق لكن إرادته في المقام غير معقول ؛ لأنّ دائرة الإستغراق :
تارة : تلاحظ بالنسبة إلى جميع الأشياء وهذا غير محقّق الموجود في الخارج ؛ فإنّه لم يوجد في الكائنات من لم يعرف شيئا رأسا حتّى الرّضيع ؛ فإنّه عارف بشرب اللبن من ثدي الأمّ.
وأخرى : يلاحظ بالنسبة إلى الأحكام وهذا أيضا غير موجود ؛ لعدم من لم يقرع سمعه بصيت الإسلام ، ولو فرض وجوده فهو في غاية النّدرة فيبعد حمل الكلام عليه ، فتعيّن في مفاده ما ذكره المصنّف رحمهالله في مقام الإستدلال » إنتهى.