الرابع : عرّف الحاجبي المنطوق بـ « ما دلّ عليه اللفظ في محلّ النطق » ، والمفهوم بـ « ما دلّ عليه اللفظ لا في محلّ النطق » (١). والظاهر أنّ لفظة « ما » موصولة ، فيدلّ على أنّ المنطوق وخلافه من أوصاف المدلول كغيره من الحدود الآتية. كما أنّ الظاهر اختصاصهما بالدلالة الوضعيّة ، فالدلالة العقليّة وإن كانت لفظيّة لا يعدّ مدلولها من المنطوق والمفهوم.
وفسّره العضدي بقوله : أي يكون حكما لمذكور وحالا من أحواله ، سواء ذكر ذلك الحكم ونطق به أم لا. والمفهوم بخلافه ، وهو : ما دلّ عليه اللفظ (٢) لا في محلّ النطق ، بأن يكون حكما لغير المذكور وحالا من أحواله (٣).
وتوجيهه ـ على ما زعم من كون لفظة « ما » مصدريّة ـ : أنّ المنطوق دلالة اللفظ على مدلوله حال كون ذلك المدلول يكون موضوعه ثابتا في محلّ النطق ، فيكون الظرف متعلّقا بالعامل المقدّر حالا عن الضمير المجرور باعتبار موضوعه ، فيكون من قبيل إجراء الصفة على غير من هي له.
وذلك مع كونه بعيدا ـ لما عرفت من أنّ الظاهر أنّ كلمة « ما » موصولة ، وأنّ استفادة المدلول من الدلالة ليكون مرجعا للضمير المجرور لا يخلو عن شيء ، وأنّ ظاهر التوصيف وما يجري مجراه من الحال ونحوه أن يكون جاريا على من هي له ـ اورد عليه (٤) :
أوّلا : بخروج بعض المفاهيم ، كمفهوم الشرط مثل قولك : « إن جاءك
__________________
(١) راجع شرح مختصر الاصول : ٣٠٦.
(٢) لم يرد « عليه اللفظ » في ( ع ) والمصدر.
(٣) شرح مختصر الأصول : ٣٠٦.
(٤) انظر هداية المسترشدين ٢ : ٤١٠.