أصل (١)
هل الحسن والقبح ذاتيّان للأشياء ، أو بالصفات اللازمة ، أو يفصّل بين الحسن والقبح ، ففي الأوّل يكفي انتفاء الجهة المقبّحة وفي الثاني بالصفات اللازمة ، أو بالوجوه والاعتبارات ، أو يختلف بحسب اختلاف الأشياء ، ففي البعض ذاتي وفي آخر اعتباري وفي ثالث بالصفات اللازمة؟ وجوه بل أقوال :
فقيل : بأنّهما ذاتيّان (٢). ويحتمل أن يراد به أمران :
أحدهما : أن يكون نفس ذات الشيء كافية في انتزاع الحسن والقبح منها من غير حاجة إلى ملاحظة حيثيّة خارجة عنها بعد وجودها ، كما في سائر لوازم الماهيّات كالزوجيّة بالنسبة إلى الأربعة ، فإنّ بعد ملاحظة الحيثيّة التعليليّة المقيّدة لوجودها يكفي في انتزاع الزوجيّة منها ، أي ذاتها.
وثانيهما : أن يكون الذات مقتضية للحسن والقبح ، فيتوقّف انتزاعها عنها إلى عدم المانع في الخارج. فعلى الأوّل إمّا أن يكون المراد بـ « الذات »
__________________
(١) في ( ش ) : « هداية ».
(٢) نسبه المحقّق النراقي في المناهج : ١٤٢ إلى ظاهر السيّد الداماد في السبع الشداد ، انظر السبع الشداد المطبوع ضمن « اثنى عشر رسالة » : ٤٢ ـ ٤٣ ، وحكاه في هداية المسترشدين : ٤٤٠ عن قدماء المعتزلة ، وانظر المستصفى ١ : ٢٧ و ٥٥ ـ ٥٦ ، والإحكام للآمدي ١ : ١٢٠ ، ونسبه في شرح المختصر : ٧٠ إلى المعتزلة والكراميّة والبراهمة.