( يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا ). أول الزمر فى الوقف وخالف سائر الرواة وهو قياس ( يا عِبادِ فَاتَّقُونِ ). وانفرد الهذلى عن ابن عدى عن ابن سيف عن الأزرق بالياء فى ( لصال الجحيم ) مثل يعقوب فخالف سائر الرواة. وأما ما حذف من الواوات رسما للساكن وهو أربعة مواضع و ( يَدْعُ الْإِنْسانُ ). فى سبحان. ( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ ) فى الشورى ، و ( يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ ). فى القمر ، و ( سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ) فى العلق. فإن الوقف عليها للجميع على الرسم. وقد قال مكى وغيره لا ينبغى أن يعتمد الوقف عليها ولا على ما يشابهها لأنه إن وقف بالرسم خالف الأصل وإن وقف بالأصل خالف الرسم انتهى. ولا يخفى ما فيه فان الوقف على هذه وأشباهها ليس على وجه الاختيار والفرض أنه لو اضطر إلى الوقف عليها كيف يكون. وكأنهم إنما يريدون بذلك ما لم تصح فيه رواية وإلا فكم من موضع خولف فيه الرسم وخولف فيه الأصل.
ولا حرج فى ذلك إذا صحت الرواية. وقد نص الحافظ أبو عمرو الدانى عن يعقوب على الوقف عليها بالواو على الأصل. وقال هذه قراءتى على أبى الفتح وأبى الحسن جميعا وبذلك جاء النص عنه ( قلت ) وهو من انفراده وقد قرأت به من طريقه. وانفرد ابن فارس فى جامعه بذلك عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس ذكره فى سورة القمر وأما ( نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ) فقد ذكر القراء أنه حذف أيضا رسما وسائر الناس على خلافه وعدوا ذلك وهما منه فيوقف عليه بالواو للجميع. وأما وصالح المؤمنين فليس حذف واوه من هذا الباب إذ هو مفرد فاتفق اللفظ والرسم والأصل على حذفه.
وحكم ( هاؤُمُ اقْرَؤُا ) كذلك كما ذكرنا فى آخر باب وقف حمزة فيوقف عليهما بالحذف بلا نظر كما يوقف على ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ ) بحذف الألف وعلى و ( من تقى السيئات ومن يهدى الله ) بحذف الياء والله أعلم. وأما ما حذف من الألفات لساكن فهو من المختلف فيه كلمة واحدة وهى أيه وقعت فى ثلاثة مواضع.