قَالَ : « وَشَكَا إِسْمَاعِيلُ إِلى إِبْرَاهِيمَ قِلَّةَ الْمَاءِ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى إِبْرَاهِيمَ (١) : أَنِ (٢) احْتَفِرْ بِئْراً يَكُونُ مِنْهَا شَرَابُ الْحَاجِّ ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (٣) عليهالسلام ، فَاحْتَفَرَ قَلِيبَهُمْ (٤) ـ يَعْنِي زَمْزَمَ ـ حَتّى ظَهَرَ مَاؤُهَا (٥) ، ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام : انْزِلْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، فَنَزَلَ بَعْدَ جَبْرَئِيلَ ، فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ اضْرِبْ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الْبِئْرِ ، وَقُلْ : بِسْمِ اللهِ ».
قَالَ : « فَضَرَبَ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي تَلِي الْبَيْتَ وَقَالَ (٦) : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الزَّاوِيَةِ الثَّانِيَةِ ، وَقَالَ (٧) : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الثَّالِثَةِ ، وَقَالَ : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، وَقَالَ (٨) لَهُ جَبْرَئِيلُ : اشْرَبْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، وَادْعُ لِوَلَدِكَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ ، وَخَرَجَ (٩) إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام وَجَبْرَئِيلُ جَمِيعاً مِنَ الْبِئْرِ ، فَقَالَ لَهُ (١٠) : أَفِضْ (١١) عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ ، وَطُفْ حَوْلَ الْبَيْتِ ، فَهذِهِ سُقْيَا سَقَاهَا (١٢) اللهُ وُلْدَ إِسْمَاعِيلَ ، فَسَارَ إِبْرَاهِيمُ ، وَشَيَّعَهُ
__________________
(١) في الوافي : « إليه يا إبراهيم ».
(٢) في « ى ، بخ » والوافي : ـ « أن ».
(٣) في « ى » : ـ « جبرئيل ».
(٤) القليب : البئر قبل أن تطوى ؛ يعني قبل أن تبنى بالحجارة ونحوها ، تذكّر وتؤنّث. وقيل : القليب عند العرب : البئر العاديّة القديمة ، مطويّة كانت أو غير مطويّة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١٢ ( قلب ).
(٥) في المرآة : « لعلّ ماء زمزم كان أوّل ظهوره بتحريك إسماعيل عليهالسلام رجله على وجه الأرض ، ثمّ يبس فحفر إبراهيم عليهالسلام في ذلك المكان حتّى ظهر الماء. ويحتمل أن يكون الحفر لازدياد الماء فيكون المراد بقوله عليهالسلام : حتّى ظهر ماؤها ، أي ظهر ظهوراً بيّناً بمعنى كثر ، ومنهم من قرأ : ظهّر ، على بناء التفعيل من قبيل موّتت الإبل ».
(٦) في « جن » : « قال » بدون الواو.
(٧) في « بف » : « قال » بدون الواو.
(٨) في « بث ، بخ ، بس ، بف » والوافي : « فقال ».
(٩) في « بث ، بح ، بخ ، بس ، بف » والوافي : « فخرج ».
(١٠) في « ظ » : ـ « له ».
(١١) في « ى » : « وأفض ». وقوله : « أَفِضْ » أمْرٌ من الإفاضة بمعنى الصبّ ؛ يقال : أفاض الماء على نفسه ، أي أفرغه عليها وصبّه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٩٩ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٥ ؛ ( فيض ).
(١٢) في الوافي : « سقى » بدون الضمير.