عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا ) (١) الْآيَةَ : فَمَا الَّذِي إِذَا فَعَلَهُ اسْتَوْجَبَ (٢) وَاحِدَةً مِنْ هذِهِ الْأَرْبَعِ؟
فَقَالَ : « إِذَا حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَسَعى فِي الْأَرْضِ فَسَاداً ، فَقَتَلَ (٣) ، قُتِلَ بِهِ ؛ وَإِنْ (٤) قَتَلَ وَأَخَذَ الْمَالَ ، قُتِلَ وَصُلِبَ ؛ وَإِنْ أَخَذَ الْمَالَ وَلَمْ يَقْتُلْ ، قُطِعَتْ يَدُهُ وَرِجْلُهُ مِنْ خِلَافٍ ؛ وَإِنْ شَهَرَ السَّيْفَ ، فَحَارَبَ (٥) اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَسَعى فِي الْأَرْضِ فَسَاداً ، وَلَمْ يَقْتُلْ وَلَمْ يَأْخُذِ الْمَالَ ، نُفِيَ (٦) مِنَ الْأَرْضِ ».
قُلْتُ (٧) : كَيْفَ يُنْفى ، وَمَا حَدُّ نَفْيِهِ؟
فَقَالَ (٨) : « يُنْفى مِنَ الْمِصْرِ ـ الَّذِي فَعَلَ فِيهِ مَا فَعَلَ ـ إِلى مِصْرٍ (٩) غَيْرِهِ ، وَيُكْتَبُ إِلى أَهْلِ ذلِكَ الْمِصْرِ : أَنَّهُ (١٠) مَنْفِيٌّ ، فَلَا تُجَالِسُوهُ ، وَلَاتُبَايِعُوهُ ، وَلَاتُنَاكِحُوهُ ، وَلَاتُؤَاكِلُوهُ ، وَلَا تُشَارِبُوهُ ، فَيُفْعَلُ ذلِكَ بِهِ (١١) سَنَةً ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْ ذلِكَ الْمِصْرِ إِلى غَيْرِهِ ، كُتِبَ إِلَيْهِمْ بِمِثْلِ (١٢) ذلِكَ حَتّى تَتِمَّ (١٣) السَّنَةُ ».
قُلْتُ : فَإِنْ تَوَجَّهَ إِلى أَرْضِ الشِّرْكِ لِيَدْخُلَهَا؟
قَالَ : « إِنْ تَوَجَّهَ إِلى أَرْضِ الشِّرْكِ لِيَدْخُلَهَا قُوتِلَ أَهْلُهَا (١٤) ». (١٥)
__________________
(١) المائدة (٥) : ٣٣.
(٢) في « ن » : « يستوجب ».
(٣) في « جد » : « وقتل ».
(٤) في « ك ، جد » : « فإن ».
(٥) في الوسائل ، ح ٣٤٨٣٤ : « وحارب ».
(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل ، ح ٣٤٨٣٤ والتهذيب. وفي المطبوع : « ينفى ».
(٧) في « بف » والوافي والتهذيب : « فقلت ».
(٨) هكذا في « ع ، ك ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جد » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».
(٩) في « بف » والوافي : + « آخر ».
(١٠) في « بف » والتهذيب : « بأنّه ».
(١١) في « جد » : « به ذلك ».
(١٢) في « بف » : « مثل ».
(١٣) في « ك ، م » : « حتّى يتمّ ».
(١٤) في الوافي : « إنّما يقاتل أهلها إذا أرادوا استلحاقه إلى أنفسهم وأبوا أن يسلّموه إلى المسلمين ليقتلوه ،