ومن الغريب بناء بعض الفضلاء المتأخرين عليه. وهو بمكان من الوهن.
والمعتبر من الطلب هو غلوة سهم في الحزنة وغلوتين في السهلة من الجوانب الأربع على المعروف بين الأصحاب (١). وقد حكى إجماعنا عليه في الغنية (٢). وعن الحلي (٣) أن التحديد بالغلوة في السهلة والغلوتين في الحزنة مما وردت (٤) الروايات وتواتر به النقل.
وعن (٥) الشيخ في النهاية (٦) والمبسوط (٧) التخيير بين رمية سهم وسهمين من غير تفصيل بين القسمين.
وربما يحمل على الأول ، والصحيح في البيان.
وعن السيد : وعدم تقدير الطلب بشىء.
وعن بعض المحققين اعتبار الطلب من كلّ جهة يرجون وجود الماء إلى أن يتحقق عرفا صدق عدم الوجدان.
ويمكن إرجاع كلام السيد والخلاف إليه. واستحسن المحقق (٨) الطلب دائما ما دام الوقت حتى يخشى الفوات. قال : والتقدير بالغلوة والغلوتين رواية السكوني. وهو ضعيف غير أن الجماعة عملوا بها ، فالوجه أن يطلب من كلّ جهة يرجو فيها الإصابة ولا يكلّف التباعد. ورواية زرارة تدلّ على أنه يطلب دائما ما دام في الوقت حتى يخشى الفوات. وهو حسن ، والرواية واضحة السند والمعنى. انتهى.
وتبعه في ذلك بعض من تأخر عنه.
__________________
(١) قواعد الأحكام ١ / ٢٣٥.
(٢) غنية النزوع : ٦٤.
(٣) قواعد الأحكام ١ / ٢٣٥.
(٤) زيادة في ( د ) : « به ».
(٥) لفظتا : « وعن » من ( د ).
(٦) نهاية الإحكام ١ / ١٨٣.
(٧) المبسوط ١ / ٣١.
(٨) المعتبر ١ / ٣٩٣.