و (١) الثاني ضربتان. وقد ذهب إليه الصدوق والشيخان والديلمي والحلبي (٢) وكثير من المتأخرين ، بل حكي الشهرة عليه.
وهناك قول رابع حكاه في المعتبر (٣) عن قوم من الأصحاب ، وهو اعتبار الضربات الثلاث بعد حكايته القول بالضربتين عن علي بن بابويه.
وهو بظاهره ضعيف جدّا إلا أن يحمل على تفريق الضرب كما ذكره علي بن بابويه.
وحينئذ فيرجع في الحقيقة إلى اعتبار الضربتين.
وفي حكاية المحقق له مخالفا لقول ابن بابويه دلالة على خلافه إلا أن يكون المنسوب إليه هو اعتبار المرتين على النحو المعروف ، فلا ينطبق على (٤) المنقول من عبارته.
ثم إن اختلاف الأصحاب في المسألة مبني على اختلاف أخبار الباب ، والأقوى هو الأول.
ويدلّ عليه بعد ظاهر الآية الشريفة الروايات المعتبرة المستفيضة المشتملة على الصحاح وغيرها ، كصحيحة الخزاز ، وفيها بعد ذكر حكاية عمار : وقلت (٥) له : كيف التيمّم؟ فوضع يده على المسح ثم رفعها فمسح وجهه ، ثم مسح فوق الكف قليلا (٦).
وفي صحيحة داود بن النعمان نحو من ذلك.
وفي صحيحة زرارة بعد ذكر حكاية عمار : أفلا صنعت كذا؟ ثم أهوى بيديه إلى الأرض فوضعها على الصعيد ثم مسح جبينه بأصابعه وكفّيه إحداهما بالأخرى (٧).
وقريب من ذلك ما حكاه في مستطرفات السرائر عن كتاب البزنطي ، في الموثق ، عن
__________________
(١) زيادة في ( د ) : « في ».
(٢) زيادة في ( د ) : « والحلّي ».
(٣) المعتبر ١ / ٣٨٨.
(٤) زيادة في ( ب ) : « المعروف ».
(٥) في ( د ) : « فقلت ».
(٦) الكافي ٣ / ٦٢ ، باب صفة التيمّم ، ح ٤.
(٧) عوالي اللئالي ٣ / ٤٤.