تكتب لكم الحسنات وترفع لكم الدرجات ، وأما (١) الوجع خاصّة فهو تطهير وكفّارة » (٢).
وروى السيد في النهج أنه عليهالسلام قال لبعض أصحابه في علة اعتلها : « جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيّئاتك ، فإن المرض لا أجر فيه ولكنه يحطّ السيئات ويحتّها حتّ الأوراق ، إنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام » (٣).
وبنى السيد قدّس سره كلامه عليهالسلام على الفرق بين الأجر والعوض ، فإن الأجر إنما يكون في مقابلة الأفعال الاختيارية الصادرة من العبد ، والعوض أعم منه ، فقد يكون بإزاء فعل الله بالعبد من الآلام والأسقام.
وهذا التوجيه بعيد عن ظاهر الأخبار المذكورة إلا أنه يناسب الجمع بين الأخبار ؛ لدلالة الأخبار المستفيضة أيضا على حصول الأجر به ، فعن النبي صلىاللهعليهوآله : « يا على! أنين المريض تسبيح وصياحه تهليل ونومه على فراشه (٤) عبادة وتقلّبه جنبا إلى جنب فكأنما جاهد (٥) عدوّ الله ويمشي في الناس وما عليه ذنب » (٦).
وعن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام ما التي من الأوجاع وكان سقاما (٧). فقال لي : « يا عبد الله! لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمنّى أن يقرض بالمقاريض » (٨).
وعنه عليهالسلام أيضا : « سهر ليلة في العلة التي يصيب المؤمن عبادة سنة » (٩).
__________________
(١) في ( د ) : « فأما ».
(٢) وسائل الشيعة ٢ / ٤٠٣ ، باب استحباب احتساب المرض والصبر عليه ، ح ٢٠.
(٣) نهج البلاغة ٤ / ١٢.
(٤) في ( د ) : « فراش ».
(٥) في ( د ) : « يجاهد ».
(٦) بحار الأنوار ٧٨ / ١٨٩.
(٧) في ( د ) : « مسقاما ».
(٨) الكافي ٢ / ٢٥٥ ، باب شدة ابتلاء المؤمن ، ح ١٥.
(٩) وسائل الشيعة ٢ / ٤٠٣ ، باب استحباب احتساب المرض والصبر عليه ، ح ٢١.