وخصّه بعضهم بأطراف العراق الغربية كالموصل وما والاها.
وعن بعضهم أن هذه الأوساط العراق كالمشهدين الشريفين على مشرفها السلام وبغداد والكوفة والحلة.
قلت : والضابط في المقام هو استقبال نقطة الجنوب ، ولمّا كان قبلة الأطراف الغربية من العراق نقطة الجنوب أو ما يقاربها جدّا صحّت العلامة المذكورة بالنسبة إليها ، وأما ما عداها فإنما يعرف به بعدم الزوال. ولما لم يكن هذه العلامة كاشفة عن الزوال إلا بعد مضيّ زمان منه فلا ضير لو توسّع فيها وجعلت علامة لأهل العراق ؛ إذ قبلتهم إما نقطة الجنوب أو منحرفا عنه إلى المغرب بيسير.
غاية الأمر أن يكون في الثاني كاشفا عن سبق الزوال زيادة على الأول. ولما كان استخراج نقطة الجنوب متعسّرا عند العامة بل الخاصة أيضا في غالب الأحوال بني الأمر على ما هو معلوم عند الكلّ.
وقيّده العلامة في المنتهى (١) والنهاية (٢) بمن كان بمكّة إذا استقبل الركن العراقي.
وكأنه نظر إلى اتّساع الأمر في الجهة بالنسبة إلى سائر البلدان ، فلا ينكشف به الحال بخلاف من كان بمكّة.
ولا يخفى أنه ليس الركن العراقي موضوعا على نقطة الشمال ، وإنما بني فيما بين المشرق والشمال ، فلا ينكشف به الزوال إلا بعد حين كما هو الحال في العراق.
وفي الخبر : « أتاني جبرئيل عليهالسلام ، فإذا في وقت الظهر حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن » (٣).
وكأنّه الرواية التي أشار إليها في المبسوط (٤) ، وكأنّه كان حينئذ مستقبل نقطة الجنوب.
__________________
(١) منتهى المطلب ٤ / ٤٣.
(٢) نهاية الإحكام ١ / ٣٣٥.
(٣) وسائل الشيعة ٤ / ١٦١ ، باب أوقات الصلوات الخمس وجملة من أحكامها ح ١٢.
(٤) المبسوط ١ / ٧٣.