نعم ، يبقى الإشكال في الرحل والراحلة ؛ لوحدة دليلها وعدم ما يصلح لمعارضتها ، والإدخال قويٌّ ، والصلح في المختلف فيه بين الورثة أوفق بالاحتياط الذي يؤمَنُ معه الاختباط ، ويحصل به الوقوف على سويِّ الصراط.
تنبيه :
المراد بالرحل : مَرْكَبُ البعيرِ ، كما هو صريح ( مجمع البحرين ) (١) للفخر النجفي ، و ( القاموس ) (٢) للفيروزآبادي ، و ( الغريبين ) (٣) للأزهري ، إلّا إنّه خصَّه بمَرْكَبِ الرجال دون النساء (٤) ، وهو أصغر من القتب ، وهو كالسرج للفرس ، كما صرّح به النجفي نقلاً عن الجوهري (٥).
واختلف كلامهم في الراحلة ، فصريح الفيروزآبادي والقتيبي كما نقله عنه الأزهري اختصاصها بالناقة.
قال الفيروزآبادي : ( والرحولُ والرحولةُ والراحلةُ الصالحة لئن تُرحَلَ ) (٦).
وقال القتيبي كما نقله عنه الأزهري في ( الغريبين ) : ( الراحلةُ التي يختارها الرجلُ لمَركَبهِ ورَحلِهِ على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر ) (٧).
ونقل الفخري عن بعضهم اختصاصها بالبعير النجيب القويّ على الأسفار والأحمال ، التامّ الخلق الحسن المنظر ، كما يأتي في عبارته (٨).
وصريح غيرهم كالجوهري وابن الأثير والفخري والأزهري عدم الاختصاص بأحدهما ، بل تطلق بالاشتراك عليهما معاً.
قال الجوهري نقلاً عنه : ( الراحلةُ : المَركَبُ من الإبل ذكراً كان أو أُنثى. قال : وتطلق
__________________
(١) مجمع البحرين ٥ : ٣٨١ رحل.
(٢) القاموس المحيط ٣ : ٥٦١ باب اللام / فصل الراء.
(٣) انظر : النهاية ٢ : ٢٠٩. رحل.
(٤) انظر : تاج العروس ٧ : ٣٤٠ باب اللام / فصل الراء.
(٥) مجمع البحرين ٥ : ٣٨١ رحل ، الصحاح ٤ : ١٧٠٧.
(٦) القاموس المحيط ٣ : ٥٦٢ باب اللام / فصل الراء.
(٧) انظر : تاج العروس ٧ : ٣٤١ باب اللام / فصل الراء.
(٨) مجمع البحرين ٥ : ٣٨١ رحل.