[٤٤]
إيضاح وبيان
في ( البحار ) من العيّاشيّ (١) : عن عمر بن يزيد : قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام : عن قول الله تعالى : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ) (٢) فقال : « كذبوا ما هكذا هي ، إذا كان ينسخها ويأتي بمثلها لم ينسخها ». قلت : هكذا. قال : « ليس هكذا قال تبارك وتعالى ». قلت : فكيف قال؟ قال : « ليس فيها ألف ولا واو قال : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها يقول : ما نمت من إمام أو ننسِ ذكره نأتِ بخير منه من صلبه مثله » (٣).
قلت : قال غائص ( البحار ) : ( لعلّ المراد أنه خير بحسب المصلحة لا بحسب الفضائل ) (٤) ، انتهى.
وهو كما ترى تكلّف بعيد ، ولعلّ ( من ) في « منه » ابتدائيّة كما يشعر به إبدال « من صلبه » من « منه » ، أو أن « منه » و « من صلبه » متعلقان بـ « نأت » ، أو الثاني متعلّق بالأول ، ومعاني الجميع واحد.
ولعلّ الحديث يعمّ جميع حجج الله من الأنبياء والأوصياء ؛ فالموت والإنساء على ظاهره. والإماتة أعمّ من الإنساء ، فتفطّن ، والله العالم.
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ١ : ٧٤ ـ ٧٥ / ٧٨.
(٢) البقرة : ١٠٦.
(٣) بحار الأنوار ٢٣ : ٢٠٨ / ١٠.
(٤) بحار الأنوار ٢٣ : ٢٠٨.