[٣٥]
إظهار كمال وتحقيق
حال : تفضيل كربلاء على الكعبة
روى الشيخ : في ( التهذيب ) بسنده عن الباقر عليهالسلام : أنه قال : « خلق الله كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدّسها وبارك عليها ، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك ، وجعلها أفضل الأرض في الجنّة » (١).
قلت : لعلّ المراد بالأعوام هنا : غيب الأعوام المعهودة وعللها ، وهي رتب الوجود المتحرّكة على نقطة ، وهي سنيّ الشهور الاثني عشر التي عند الله ، وسنيّ الأيّام التي خلق الله فيها السماوات والأرض. وذكر مثل هذه السنين متكرّر في الأخبار جدّاً ، فتلطّف لكلّ موضع ما يناسبه من السرمديّات والدهريّات والزمانيّات.
ولعلّ الجمع بين ما دلّ بإطلاقه وتخصيصه على فضل كربلاء على الكعبة (٢) ، وبين ما دلّ بإطلاقه على أن الكعبة أفضل بقاع الأرض (٣) وقد نقل على مضمونه الشهيد : رحمهالله في قواعده الإجماع (٤) أن المراد بالمفضّلة على الكعبة خصوص قبر الحسين عليهالسلام : ، وهو محطّ جسده الشريف ، ولا ينافيه مشاركةً محاطّ قبور أجساد
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٢ / ١٣٧ ، وسائل الشيعة ١٤ : ٥١٦ ، أبواب المزار وما يناسبه ، ب ٦٨ ، ح ٥.
(٢) كامل الزيارات : ٤٥٠ / ٦٧٥.
(٣) ثواب الأعمال : ٢٤٤ / ٣ ، بحار الأنوار ٢٧ : ١٧٧ / ٢٥.
(٤) القواعد والفوائد ٢ : ١١٧ / القاعدة : ١٨٩.