[١٨]
كنز مذخور وبيان مشهور اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وسلم
مسألة : هل يعود من صلاة المصلّي على محمّد وآله وسلامِه عليهم ودعائِه لهم نفع عليهم صلى الله عليهم وسلم أم يختصّ نفعه بالمصلّي والمسلّم والداعي؟
الجواب ومن الله الهداية بهم إلى الصواب أن هذه المسألة من الخلافيّات ، فالأكثر بل قيل : إنه المشهور (١) على أنه يختصّ النفع بالداعي والمصلّي والمسلّم ولا يعود من دعائه وصلاته وسلامه على محمّد : صلىاللهعليهوآله نفع.
ويدلّ عليه من الاعتبار أنه لو عاد من صلاة المصلّي عليهم نفع عليهم بسببها ، فحصل لهم من القرب والكمال ما لم يكن ، كما هو شأن دعاء بعضنا لبعض ، ودعاء أهل البيت : لنا ، لزم أن يكون المصلّي منّا عليهم واسطة لهم ، وشفيعاً إلى الله في إيصال فيضه وجوده لهم ، فينقلب المتبوع تابعاً ، والفرع أصلاً ، والمفضول بحقيقته من كلّ وجه فاضلاً من وجه.
ويؤدّي إلى أن محمَّداً صلىاللهعليهوآله : ليس هو الواسطة الكلّيّة والشفيع المطلق من كلّ وجه ، وإلى أنه صلىاللهعليهوآله ليس غنيّاً عن جميع رعيّته من كلّ وجه في كلّ شيء ، وليس هو أكملهم وأفضلهم في كلّ شيء من كلّ وجه ، فليس جميع من دونه مفتقراً إليه من كلّ وجه في كلّ كمال.
__________________
(١) الأنوار النعمانية ١ : ١٣٧.