[١٠٩]
نور مشرقي : تلازم ليلة القدر مع القرآن (١)
في ( الفقيه ) عن أبي عبد الله عليهالسلام : أنه قال : « ليلة القدر لو رفعت لرفع القرآن » (٢).
قال محمّد تقي : رحمهالله : ( إن ليلة القدر لا ترفع حتّى يستشهد الحجة عليهالسلام : فإذا استشهد رُفع القرآن ورفعت ليلة القدر (٣) ) ، انتهى.
قلت : اعلم أن الكتب الثلاثة متطابقة ، فكتاب التدوين طبق كتاب التكوين ، فكما أن التكوين لا يطيق الزمان بروزه فيه اختياراً إلّا تدريجاً وبالعكس لضيق ساحة الزمان وعرصته عن جميع الأكوان دفعة ، فإنّه في الحقيقة نقطة بحسب وجوده ، ولحظة بحسب ظاهر الحسّ كان القرآن لا يبرز مضمونه في صقع الزمان دفعة ؛ لضيق وسعه عن ذلك ، فلا تقع أحكامه وتبرز فيه إلّا تدريجاً طبق بروز المكوّنات عاما فعاماً ، وشهراً فشهراً ، ويوماً فيوماً ، ولحظة فلحظة ، فإنّ القرآن منطبق على جميع الخلائق ، ففيه أحكام الخلق منذ بُعث محمَّد صلىاللهعليهوآله : في الذرّ الأوّل إلى أن تقوم الساعة. فهو يقع ويبرز أحكامه طبقه فطبقة ، بحسب بروز طبقات الوجود ، ولحظة فلحظة بحسب بروز مطابق كلّ نجم من التكوين.
وقد دلّ على هذا جملة من الأخبار عن الأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، مثل : ما رواه
__________________
(١) مرّ بمضمونه في العنوان : ٦٣.
(٢) الفقيه ٢ : ١٠١ / ٤٥٤ ، وقد وردت كلمة : « ليلة القدر » في مفروض السؤال لا في جواب الإمام عليهالسلام.
(٣) روضة المتّقين ٣ : ٤٣٩ ، ( بالمعنى ).