[٦٦]
دفع إشكال لداء عضال
« لا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء »
الشيخ حسن بن سليمان : بسنده عن مشايخه إلى زرارة : عن أبي جعفر عليهالسلام : قال : « لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق ما اختلف اثنان ، إن الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق قال : كن ماءً عذباً أخلق منك جنّتي وأهل طاعتي ، وكن ملحاً أُجاجاً أخلق منك ناري وأهلَ معصيتي ، ثمّ أمرهما فامتزجا ؛ فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر ، والكافر المؤمن. ثمّ أخذ طيناً من أديم الأرض وعركه عركاً شديداً ، فإذا هم كالدبر (١) يدبّون ، فقال لأصحاب اليمين : إلى الجنّة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا أُبالي. ثمّ أمر ناراً فاسعرت ، فقال لأصحاب الشمال : ادخلوها ، فأبوها ، فقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها ، فقال : كوني برداً وسلاماً. فكانت برداً وسلاماً. فقال أصحاب الشمال : يا ربّ أقلنا قال : قد أقلتكم فأدخلوها. فذهبوا أن يدخلوها (٢) فهابوها ، فثمّ ثبتت الطاعة والمعصية ؛ فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء » (٣).
قلت : أجاب الشيخ حسن : عن قوله سلام الله عليه ـ : « فلا يستطيع هؤلاء .. » إلى آخره ، بثلاثة أوجه :
حاصل الأوّل أن هذا إخبار عمّا علم الله منهم من اختيار الحقّ أو الباطل وإقامتهم
__________________
(١) في المصدر « الذر ».
(٢) قوله : « أن يدخلوها » ليس في المصدر.
(٣) مختصر بصائر الدرجات : ١٥٠.