[٢٤]
إزاحة وهم : مرتبة
أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله في الجنّة
إن قيل : إن محمّداً : صلىاللهعليهوآلهوسلم له أزواج في الجنّة ، فيلزم أن يكون أزواجه في رتبته لتحقّق المزاوجة وذلك يستلزم مساواة [ رتبهن (١) ] لرتبته ، وأن يكون أزواجه من الحور والآدميّات أعلى رتبة من النبيّين سواه ، والعقل والنقل يحيلانه.
قلت : لعلّ الجواب من وجهين :
أحدهما : أنا لا نسلّم ذلك التلازم ؛ لإمكان المزاوجة مع اختلاف الرتبة ، ولا مانع عقلاً ولا نقلاً من ذلك كما يشهد به سير اختلاف رتب المتزاوجات من الخلائق أجمع في كلّ مقام.
الثاني : أن محمَّداً صلىاللهعليهوآله : لمّا كانت جميع مراتب الوجود والجود من فاضل وجوده وجوده وحكايات نوره وظهوره ؛ لأنه وآله صلّى الله عليهم أجمعين جود الله ، وهو تعالى الجواد فهو مع كلّ أحد من الخلائق في كلّ رتبة من رتب الوجود ، وليس أحد منهم معه. وهكذا شأن العلّة والمعلول ، والظاهر والمظهر ، بل والجنس وأنواعه ، والنوع وأشخاصه ، فإنّهما مع كلّ فرد من أفراده مع بقائهما في أنفسهما في مرتبتهما الصرفة على وحدتهما الصرفة ، ليس شيء من أشخاصهما معهما فيها ، والله العالم.
__________________
(١) في المخطوط : ( رتبهم ).