[٦٧]
إغاثة لهفان وتعريف عرفان : « أراهم نفسه »
الشيخ حسن بن سليمان : بسنده عن زرارة : عن أبي جعفر عليه سلام الله ـ : قال : سألته عن قول الله عزوجل ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (١) ، الآية قال : « أخرج من ظهر آدم عليهالسلام ذرّيّته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذرّ ، فعرّفهم ، فأراهم نفسه ، ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه عزوجل »(٢).
قلت : ظاهر لفظ الحديث أن فاعل أراهم والمضاف إليه في « نفسه » يعود لـ آدم عليه سلام الله بقرينة قوله : « عرّفهم فأراهم » ؛ فإنّ الظاهر أن « عرّفهم » يعود لـ « آدم عليهالسلام ». وتفريع « فعرّفهم .. نفسه » عليه قرينة أُخرى على ذلك. فإذن « أراهم نفسه » أي عرّفهم إيّاها ، فقد عرّفهم نفوسهم لمقام المناوعة والرحمة العامّة ، بل نفوسهم حينئذٍ مندرجة في قوّة نفسه كالجزئيّات للكلّيّ.
والحاصل أن تعريفهم نفسه هو تعريفهم نفوسهم ، و « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » (٣).
فظهر وجه تعقيبه بقوله سلام الله عليه ـ : « ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه ».
وحمله الشيخ حسن (٤) : على أن المعنى أراهم نفسه أي عرّفهم إيّاه بالدليل الحازم الرافع للشكّ الموصل إلى اليقين.
وهو حسن إن حملناه على أن ربّهم سبحانه وتعالى أراهم نفسهم ، وهو أحد الوجهين.
__________________
(١) الأعراف : ١٧٢.
(٢) مختصر بصائر الدرجات : ١٥٨.
(٣) مصباح الشريعة : ١٣.
(٤) مختصر بصائر الدرجات : ١٥٨.