[١٤٠]
رفع وهم وبيان
فيه رجم شيطان : هل يمكن
أن يوجد أفضل من محمّد صلىاللهعليهوآله : أم لا؟
مسألة : بلغني أنه سأل بعض ملوك الفرس بعض علمائهم ؛ هل يقدر الله عزّ اسمه وتعالى عمّا يصفون أن يخلق أفضل من محمَّد صلىاللهعليهوآله : أم لا؟
ولعلّ الجواب ومن الله ورسوله صلىاللهعليهوآله : [ استمداد الصواب ] ـ : أن من عرف بعض حقيقة الحال ، لم يسأل هذا السؤال ، وذلك أن قدرة الله القادر على كلّ شيء لا تنسب إلى عجز ، ولا توصف بنقص ، و [ لا ] تحدّ بحدّ ، ولا منتهى لها ، فسبحان القادر على أبديّة إمداد أهل الجنة بالنعيم ، وأهل النار بالعذاب الأليم. وهو سبحانه سبب من لا سبب له ، ومسبب الأسباب من غير سبب ، وهو على كلّ شيء قدير ، وبكلّ شيء محيط. ولكن خزانة ينبوع الإمكان لا تسع بفطرتها وجوداً مثل وجود محمَّد صلىاللهعليهوآله ، فضلاً عن [ وجود ] أفضل منه.
والأدلّة على هذا لا تحصى ، وجميع الموجودات بفطرها ووجوداتها وصفاتها ، كما تدلّ على وحدانيّة الباري عزّ اسمه وتعالى تدلّ على ذلك. ولنشر إلى بعض الطرق ؛ ليتبصّر بها النّاظر على سبيل الإجمال :