عملنا ، ونفيه عنهم على وجه شفاعة المصلّي عليهم ، وكونه السبب والواسطة لهم في تحصيل مضمونه لهم ، فلا منافاة فيه للقول الثاني ولا منافاة بين القولين ، فكلاهما صحيح ، بل لا اختلاف في الحقيقة بينهما ، والله العالم.
هل هذا التقرير مختصّ بمحمّد : وآله صلّى الله عليه وعليهم أم يجري في سائر المعصومين؟
الظاهر أن هذا يجري بالنسبة إلى كلّ إمام ورعيّته البتّة ، ولا يجري بالنسبة إلى دعاء الأفضل من المعصومين لمن دونه ؛ لصحّة توسّط الأفضل لمن دونه وشفاعته له. أمّا العكس ودعاء هذه الأُمّة لمن دون محمّد : وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من المعصومين فيحتمل الوجهين أيضاً ، ولا منافاة في توسّط مثل الكليم بيننا وبين نبيّنا ، بل يدلّ على وقوعه مثل : حديث المعراج (١) الدالّ على شفاعة موسى عليهالسلام : لنا عند نبيّنا صلىاللهعليهوآله ، والله العالم.
__________________
(١) بحار الأنوار ١٨ : ٢٣٥.