[٩١]
زبرجدة يمانيّة
لعلّ الوجه في غسل الميّت أن إفاضة الماء الذي هو مثل وحكاية وظلّ ومظهر لماء الحياة الحقيقيّة يفيد البدن بعد خروج النطفة التي خلق منها منه استعداداً لملاحظة النفس له في البرزخ ، وإعداداً له في مناسبتها ، فهو أوّل التصفية حتّى يصلح لتعلّقها به تعلّقاً تامّاً ثانياً.
ولعلّ الوجه في سائر الأغسال هو تنقية البدن عن أثر القدر الحاجب لإشراق نور النفس عليه ، وظهور آثارها من حيث هي مقدّسة فيه حتّى يصلحا معاً لعبادة الله ، والوقوف بين يديه ؛ إذ العمل منهما جميعاً بعد مناسبتهما له في الجملة ، ومناسبة كلّ منهما للآخر ، وبإفاضة الماء على الوجه المشروع تحصل في الجسد حياة يناسب بها حياة النفس ويستعدّ لارتباطها به ، فتهتزّ أرضه وتربو ، وتنبت ما يثمر ثمرات الجنان ، والله المنّان ، وهو أعلم بأسرار أحكامه.