[٦٨]
تمليح وتلميح
الاسم في البسملة وفي الحمد
سألني بعض مشايخنا مذاكرة : هل لفظ الجلالة في بسملة ( الحمد ) ، وفي ( الْحَمْدُ لِلّهِ ) (١) واحد أم بينهما فرق؟
فأجبت على تشتّت من البال في تلك الحال أن الذات تسمى بجهة صفة ، فالصفات معاني الأسماء بهذا الاعتبار فهي سابقة عليها. ولعلّ إضافة اسم في البسملة يشعر بكون المضاف إليه من مقام معاني الأسماء ؛ وعليه يحتمل كون وصفي الرحمة للاسم وللمضاف إليه.
ومقتضى لازم الملك والاستحقاق والتربية والحمد كون اسم الجلالة في ( الْحَمْدُ لِلّهِ ) باعتبار تلك المعاني والصفات المتحقّقة في البسملة الناشئة منها ، فالثاني أخصّ باعتبار الأوصاف.
وأيضاً البسملة في مقام افتتاح الكتاب وهو من مقام ابتداء الخلق ، فالاسم فيها هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى التي لا يسمّى به إلّا ذات الواجب تعالى ، وفي الْحَمْدُ للهِ هو باعتبار المحامد والنعمة والتربية ، والله العالم.
__________________
(١) الحمد : ١.