[٢]
كشف حال
وبيان إجمال ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ .. )
قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ ) (١).
الذي يقتضيه النظر في الروايات (٢) الواردة في تفسيرها عن أهل العصمة عليهمالسلام أن المراد بالعباد فيها هم آل محمَّد صلىاللهعليهوآله : خاصّة ، لكن بالمعنى الأعمّ ، وهم أهل الإيمان من ذرّيّة عليّ : وفاطمة : سلام الله عليهما وأَضافهم لنفسه تعالى إظهاراً لشرف أبَوَيْهِم ، وأن الضمائر الثلاثة في الأقسام الثلاثة [ راجعة (٣) ] للعباد المذكورين لا للمصطفَين خاصّة ، فقد نطقت الأخبار أنّها ليست عامّة بل خاصّة بهم. فالسابق : الإمام ، والمقتصد : العارف بحقّ الإمام منهم ، والظالم لنفسه : الجالس في بيته لا يعرف حقّ الإمام. وأن من قام بالسيف ودعا الناس إلى الضلال خارج من مدلول الآية الكريمة.
__________________
(١) فاطر : ٣٢.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٢١٠ ، الكافي ١ : ٢١٤ ـ ٢١٥ / باب أنّ من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهمالسلام ، مجمع البيان ٨ : ٥٢٦ ، البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٥٤٦ ، كنز الدقائق ٨ : ٣٤٨ ـ ٣٥٥.
(٣) في المخطوط : ( راجع ).